منذ 33 عاماً، ينتظم "ملتقى الأندلسيات" في مدينة شفشاون المغربية كل صيف، بمشاركة فرق تنتمي إلى مختلف المناطق المغربية مثل طنجة وفاس والرباط وسلا وتطوان ومكناس وتازة.
الدورة المقبلة، سوف تنطلق بتنظيم من وزارة الثقافة، في الأول من حزيران/ يونيو وتتواصل حتى الرابع منه، حيث تقام الأمسيات بين "المركز الثقافي" في شفشاون و"مسرح القصبة".
يشارك في التظاهرة عادة فرق مكرسة إلى جانب تقديم أصوات شابة جديدة، كما يجري تكريم أحد أعلام الطرب الأندلسي الذين أثروا في هذا الفن وأثروه، وتستعيد الفرق المشاركة تجارب الرواد في مجال الموسيقى الأندلسية؛ ومن أبرزهم الحاج عبد الكريم الرايس ومولاي أحمد الوكيلي ومحمد العربي التمسماني، حيث سيكون الافتتاح مع الجوق الذي يحمل اسم التمسماني والقادم من تطوان.
كما تتضمن أمسيات اليوم الأول تكريماً للفنان العياشي الفاسي من شفشاون وعبد السلام الإملاحي من سلا، إلى جانب أمسية لجوق محمد العثماني للموسيقى الأندلسية من فاس.
في اليوم الثاني من النظاهرة يحضر جوق محمد العربي المرابط من طنجة، وجوق "المعهد الموسيقي" من شفشاون، كما تقام ورشة صباحية للتدريب على الآلات الإيقاعية يديرها الفنان عبد السلام الإملاحي.
مساء الأحد يغني جوق أمين الدبي من الرباط، وجوق "مجموعة التراث للموسيقى الروحية" من سلا، إلى جانب إجراء المسابقة الجهوية للموسيقى الأندلسية في العزف والإنشاد، والإعلان عن نتائجها في آخر اليوم.
الاختتام سيكون عند العاشرة من مساء الإثنين المقبل، بحفل موسيقي لـ "جوق طرب الآلة للمعهد الموسيقي" في العرائش، و"جوق الأصالة لطرب الآلة" من مكناس.
يحرص المهرجان على دعم الفرق الموسيقية التي تهتمّ بالمحافظة على التراث الأندلسي، لا سيما وأن مدينة شفشاون احتضنت أعداداً كبيرة من الموريسكيين النازحين من الأندلس بعد سقوط غرناطة، ومن خلالهم دخل هذا الغناء إلى تراث المدينة ونسيجها الثقافي.
يذكر أن المدينة تحتضن مركزاً للدراسات والبحوث الأندلسية، ومهمته تأريخ وحفظ العادات وإعادة الحياة إلى اللباس التقليدي وإحياء الموسيقى الأصلية وتكريمها.
من جهة أخرى يدعم المركز المعاهد والأندية الموسيقية التي تشجّع على تعلم الموسيقى الأندلسية. كما يدعم الجوقات الموسيقية التي تحفظ هذه الذاكرة والهوية الموسيقيتين، إن كان في شفشاون أو في غيرها من المدن المغربية.
