نهر أبي رقراق يعدّ أهمّ المسّطحات المائية في المغرب، حيث بنبع من جبال الأطلس المتوسط ويجري مسافة تفوق 240 كلم قبل أن يصب قرب مدينتي الرباط وسلا، وتشير الكشوفات الأثرية إلى توّطن جماعات حوله منذ العصر الحجري الحديث.
وشيّدت على امتداده العديد من المراكز الحضارية بدءاً من الفينيقيين والرومان مروراً إلى فترات حكم المرابطين والموحدين ثم العهد المريني وصولاً إلى اليوم، وقد حمل تسميات مختلفة عبر التاريخ إذ أطلق عليه الرومان وادي سلا (أي المالح)، بينما سمّاه الإدريسي بـ"النزهة المختصرة"، ويرجّح دارسون أن التسمية الحديثة حلّت في القرن الثالث عشر وهي تعني بالأمازيغية الحصى.
"أبي رقراق: بين الأمس واليوم" عنوان التظاهرة التي تنظّمها "مؤسسة أرشيف المغرب" في الرباط في الثامن الشهر الجاري، بمناسبة اليوم العالمي للأرشيف بمشاركة باحثين ومتخصّصين في الأركيولوجيا والاقتصاد والتاريخ والهندسة المعمارية.
يتضمن البرنامج الثقافي محاضرة بعنوان "الاستيطان القديم في وادي بورقراق" لـ عمار أكيراز، و"التاريخ العمراني لمصب ضفتي نهر أبي رقراق خلال العصر الوسيط" لـ محمد أسمار، و"التراث المعماري لنهر أبي رقراق" لـ مينا المغاري، و"ووادي أبي رقراق وموروث مدينة الرباط في القرن العشرين" لـ منيا بناني، و"أميرال ميناء أبي رقراق ديسيه سيك: مهرب الصور" لـ أورييلا ديزريه ولورنس أميريسي، و"رؤية أبي رقراق: خطوة أولى نحو التخطيط الحضري الشامل والمستدام" لـ نادر يعقوب.
يقام بالتزامن مع المحاضرات، معرض يشتمل على صور لمراحل تاريخية مختلفة مرّ بها النهر، ووثائق وخرائط ورسومات لمسطّحاته المائية، ومخطّطات بعض المدن التي بنيت حول ضفتيه، أو المشاريع الحديثة التي تشّيد اليوم، وهو بإشراف القيميّن سناء إدريسي عقيلي وخالد إيش.