تُمثّل منطقة جبل سمامة في تونس، على مقربة من الحدود الجزائرية، إحدى أقلّ الجهات في تونس حظّاً على المستوى التنموي، حيث أنها منطقة غابية في الأساس، ولا تتوفّر فيها مَواطن عمل أو مبادرات استثمارية. وقد زاد الحال سوءاً في السنوات الأخيرة مع اعتبار جبل سمامة من الأماكن التي يتحرّك فيها الإرهابيّون في خطوط التنقّل بين تونس وليبيا والجزائر ومالي، وهو ما جعلها منطقة شبه معزولة.
تُحاول بعض المبادرات الثقافية كسر هذه العزلة ومنها إنشاء مجموعة "أصوات سمامة"، والتي تحاول أن تجمع الأغاني التي يُردّدا الرعاة (المهنة الأكثر توفّراً في المنطقة).
ستكون فرقة "أصوات سمامة" حاضرة في "مهرجان لي أتوندي.. موسقى وفلسفة" الذي ينتظم في عدد من المدن البلجيكية كل صيف، بداية من اليوم وحتى ثاني أيام أيلول/ سبتمبر المقبل، وهو مهرجان يقدّم في جانبه الفنّي موسيقى العالم، بالإضافة إلى تنظيم نقاشات فكرية حول قضايا البيئة والمجتمعات الحديثة.
يحمل العرض الذي ستقدّمه المجموعة عنوان "وقت الجبال تغنّي"، وقد صمّمه الموسيقي التونسي عدنان الهلالي، ويتضمن سرداً لعدد من الوقائع التي يعيشها الرعاة، بعضها مرتبط بالأحداث الإرهابية. يُذكر أنه، قبل أيام، كان الهلالي قد أشار في تصريحات إعلامية إلى أن فريق العمل قد وجد صعوبات جمّة للحصول على التأشيرات، والتي سُوّيت لاحقاً بدعم من نوّاب وإعلاميّين في بلجيكا.
يشارك في التظاهرة أيضاً الأنثروبولوجي التونسي يوسف الصديق من خلال محاضرتَين، تتناول الأولى (غداً السبت) واقع الأقليات في مناطق ساخنة من العالم، والثانية ستكون عبارة عن نقاش حول مسيرته مع الكاتب مارتن لوغرو بعنوان "خطر اليقينيات، نسيان الشك".