على هامش الدورة الماضية من "أيام قرطاج السينمائية"، أُعلن عن إنشاء "المكتبة السينمائية التونسية"، من خلال شراكة تجمع "المركز الوطني للسينما والصورة" و"دار الكتب الوطنية"، بهدف صيانة أرشيف الأفلام التونسية ومعالجتها فنياً.
إلى جانب ذلك، تعرض المكتبة مجموعة من الأفلام المنتقاة عربياً وعالمياً طوال العام؛ حيث تفتتح موسمها الثقافي الجديد 2018/ 2019 عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء في "مدينة الثقافة" بفيلم "شطر محبة" للمخرجة التونسية كلثوم برناز (1945 – 2016) التي مرّت ذكرى رحيلها في الثالث من الشهر الجاري.
جرى اختيار آخر أعمال صاحبة "ألوان خصبة" (1986)، التي بدأت مشوارها بأفلام تسجيلية وقصيرة قدّمت خلالها أطروحاتها الجريئة حول عدد من القضايا المرتبطة بالحريات العامة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتحرّر المرأة، قبل أن تُخرج فيلمها الروائي الأول "كسوة.. الخيط الضائع" عام 1998، الذي أضاءت فيه على تقاليد الزواج في تونس وتكبيلها لأفراح الناس.
يتضمّن برنامج الموسم الحالي عرض الأفلام الفائزة بجوائز "المهرجان الدولي لفيلم الهواة" في مدينة قليبية و"أيام قرطاج السينمائية" لسنة 2018، ومن بينها: "قربان" لـ يوسف الباهي وحليم الجربي، و"صالح للشرب" لـ علي قداش، و"دعني أسمع" لـ جعفر جغمور.
وتزامناً مع فعاليات الدورة الخامسة من "أيام قرطاج الموسيقية" التي تنطلق في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ستُعرض مجموعة من الأفلام ضمن برنامج "على شرف البيانو"، كما خُصّص برنامج آخر بعنوان "الأستاذ بطل الشاشة" احتفاء بيوم المعلّمين في الخامس من الشهر المقبل، يتضمّن أفلاماً تتمحور حول التعليم ونقل المعرفة والقيم.
تكرّم المكتبة هذا العام، السينمائي الفرنسي اليوناني كوستا غافراس (1933) الذي أخرج العديد من الأفلام التي تتناول أحداثاً وقضايا سياسية بارزة في القرن العشرين، ومنها: "حالة حصار"، الذي يرصد جرائم وكالة الاستخبارات الأميركية في العديد من بلدان أميركا اللاتينية، و"مفقود" الذي يصوّر وقائق الانقلاب الذي دبرته الإدارة الأميركية ضد سلفادور أليندي في تشيلي عام 1973.
كما تُقدَّم برامج أخرى مختارة من السينما الفلسطينية، والمكفوفين في السينما، وأفلام السيرة الذاتية، إلى جانب "فعالية الثلاثاء" التي تُعرَض خلالها أفلام تونسية تعقبها حلقات نقاش، وبرنامج "شاهين.. خالد في الذاكرة"، و"عالم الطفولة في سينما لويجي كومنشيني".