"عمّان تعرفنا ولا نعرفها": الهوية وجدارة العيش

22 يناير 2019
(مدينة عمّان مطلع القرن العشرين)
+ الخط -

تأخرّت نسبياً الدراسات التي توثّق العاصمة الأردنية في العصر الحديث، حيث بدأ الاهتمام بها في ستينيات القرن التاسع عشر حين وضع العثمانيون أولى مخططات خط الحديد الحجازي الذي بدأ العمل به عام 1900، وفي الفترة نفسها شهدت هجرات الشركس إلى المكان الذي ضمّ تجمّعات سكّانية صغيرة.

"عمّان تعرفنا ولا نعرفها" عنوان الجلسة الحوارية مع الباحث الأردني محمد رفيع (1962)، والتي تقام عند السابعة من مساء اليوم الثلاثاء في "جمعية وعد الشابيبة" في حي اللويبدة العمّاني.

يطرح المحاوَر مواضيع عدّة للنقاش، منها عمّان كنموذج للعيش في المدينة العربية وجدارة العيش فيها، والكائنات العمرانية الحديثة، وهل هناك علاقة بين الفرد والمدينة، وهل يعرف عمّان ساكنوها، وأين عمّان القديمة بالنسبة إلى أهلها، والتلوث البصري في المدينة، والفصل بين المدينة القديمة والحديثة، وهل تمارس الجهات الرسمية فهماً محدّداً وواضحاً لمفهوم "البلدة القديمة"، والتاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي للمدينة.

يعود صاحب كتاب "ذاكرة المدينة" (ثلاثة أجزاء) إلى المشهد العمراني والسكاني قبل تأسيس "مجلس عمّان البلدي"، أي في الفترة ما بين عامي 1878 و1908، حيث تضمّنت ثمانمئة بيت شيّدت من الطوب الطيني تمتد على امتداد الوادي الضيق، وصولاً إلى صيف سنة 1927 حين ضربها الزلزل وانهارت أجزاء من السفوح الترابية الجنوبية لجبل القلعة، ما أدى إلى هدم كثير من البيوت المتداعية والآيلة للسقوط.

ويرى رفيع أن مفهوم "البلدة القديمة" صنعه الغرب للحفاظ على ما يسمّيه هوية المدينة البصري والعمراني والتاريخي، ولفصلها عن العمران الجديد، وتوسّع المدينة الطبيعي، موضحّاً أنه حتى اللحظة لا توجد تطبيقات عربية عملية لمفهوم البلدة القديمة، إلا بمقدار اشتباك وتمويل المؤسسات الغربية لبعض مشروعات الحفاظ على التراث العمراني في بعض المدن العربية.

يتحدث صاحب كتاب "عمران عمّان القديمة" في لقاءات عديدة حول الفشل في إدارة التنوّع باعتباره أبرز الخلاصات التي ينبغي الإقرار بها في جميع المدن العربية، والتنوّع المقصود هو في المعتقد الديني والسياسي والثقافي والعرقي وغير ذلك. ومن جهة أخرى، يشير إلى أن معالم عمّان القديمة اختفى الكثير منها بسبب الزحف العمراني الذي يتجاهل أهميتها، وقلة المشاريع التي توثّق لذاكرتها حتى تبقة حيّة لدى أبنائها.

المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.