"الجزائر في المدونات الفرنسية": مأسسة كتابة التاريخ

بعد مرور مئة عام على الاحتلال الفرنسي، صدرت مجموعة من الدراسات لمؤرّخين وآثاريّين وجغرافيّين فرنسيّين تتناول ما يسمّونه "جهود فرنسا الحضارية" خلال استعمارها الجزائر، وفي فترات لاحقة سعت بعض الكتابات إلى إنصاف الشعب الجزائري ومقاومته، كما نشر أيضاً عدد من العسكريّين شهاداتهم حول تعذيب وقتل الجزائريّين.

"كتابة تاريخ الجزائر في المدوّنات الفرنسية بين الحقيقة التاريخية والمتطلّبات الظرفية" عنوان الندوة الثانية التي تقام عند التاسعة والنصف من صباح غدٍ الخميس في "مخبر البحوث والدراسات الاستشرافية في الحضارة الإسلامية" في "جامعة الجيلالي ليباس" بمدينة سيدي بلعباس الجزائرية.

يشير بيان الندوة إلى أن "الهيستوغرافيا الفرنسية تناولت منذ بداية احتلال الجزائر مسائل مثل: ما هي أصول هذه السكّان؟ كيف تكوّنت عاداتهم ومؤسّساتهم ومعتقداتهم؟ وما هي آثار الحقبة الرومانية في البلاد؟"، ما دعا المخبر إلى عقد سلسلة ندوات تناقش الإنتاج التاريخي الاستعماري، والتي من شأنها "مأسسة كتابة التاريخ".

يناقش المشاركون خمسة محاور أساسية، هي عوامل ازدهار الكتابة التاريخية في الجزائر أثناء الفترة الاستعمارية، ومجالات البحث التاريخي، والتحقيب والفهرسة والتحقيق للتراث الجزائري المخطوط، والاهتمام بتدوين التراث الأمازيغي ونشره، وكتابة تاريخ الجزائر في المدوّنات الفرنسية.

تتضمّن الندوة أربع جلسات، تشتمل الأولى على ورقة بعنوان "إنتاج المعرفة التاريخية في الجزائر خلال الفترة الاستعمارية من خلال المجلّة الأفريقية" لحنيفي هلايلي، و"المستشرقون الفرنسيّون والكتابات الدينية من خلال أرشيف المجلّات الاستعمارية" لعلي بشير بلمهدي، و"أضواء على كتابة التاريخ الوطني" لمختار بونقاب، و"اهتمام الفرنسيّين بمخطوطات اللغة العربية" لفاطمة درعي، و"قضايا البحر الأبيض المتوسّط في كتابات برودال" لمسعودة بوجلال، و"اهتمام جامعة الجزائر خلال الفترة الاستعمارية باللغة الأمازيغية: محاولات عائلة باسييه" للطاهر تومي.

ومن بين الأوراق التي تُناقَش في الجلسات الأخرى؛ "التصوُّف والمتصوّفة في المدوّنات الفرنسية خلال الفترة الاستعمارية" لمحمد غربي، و"تاريخ باي وهران محمد الكبير (1779 – 1797)" لحمدون بن عتو، و"تاريخ المغرب الإسلامي في المجلة الأفريقية من خلال ليفي بروفسال" لأحمد سلطاني، و"مؤرّخو الاحتلال الإسباني في الجزائر" لمحمد عطية، و"الاستشراق الأوروبي وتعامله مع التراث العربي الإسلامي المخطوط: رصد بيبلوغرافي للمجلة الآسيوية" لـ عائشة جميل، و"المخطوطات الجزائرية في نشرة وهران الجغرافية والأثرية: تحقيب وتحقيق" لمبارك شودار.