بدا الأمر محاولة للإضاءة على الجانب الإبداعي لديه وإن طغت عليه السياسة أيضاً، تبعها إطلاق وزارة الثقافة -ممثّلة بـ"بيت الشعر التونسي" و"دار الثقافة شكري بلعيد"- ملتقى شعرياً يحمل اسمه في ذكرى اغتياله العام الماضي.
الدورة الثانية من التظاهرة تنطلق مساء السادس من الشهر المقبل باسم "ملتقى شكري بلعيد الدولي للفنون" من دون أن يُعلن سابقاً عن أسباب تغيير التسمية، وتتواصل حتى العاشر من الشهر نفسه بمشاركة فنانين من تسعة بلدان هي الجزائر والمغرب والأردن ولبنان وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة إضافة إلى تونس.
يُفتتح الملتقى بمعرض تشكيلي بعنوان "فن المقاومة" ثم يُعرض فيلم وثائقي يتناول حياة الشهيد، ويليهما تقديم حفل موسيقي لـ "كورال السلام" بقيادة سمير باحجين الذي يؤدي أغاني وطنية مثل "تونس يا حبيبتي" و"موطني" وعرض كوريغرافي لنادي الرقص يحمل عنوان "دقات".
"النزعة الوطنية في الشعر التونسي" عنوان الندوة التي تقام الخميس المقبل ويشارك فيها كلّ من الشاعريّن المنصف الوهايبي ولطفي عبد الواحد، اللذين يناقشان تجارب أبي القاسم الشابي ومنور صمادح وأحمد اللغماني والصغير أولاد أحمد.
ضمن برنامج القراءات الشعرية، تنظّم أمسية يقرأ خلالها الشاعر اللبناني شربل داغر والتونسي يوسف رزوقة بمرافقة عازف الكمنجة أيمن الهمامي، وأخرى يشارك فيها أحمد قنديل من مصر وزهرة ترياق من الجزائر ونابا سلفاتوري من إيطاليا.
تُعرض أيضاً مسرحية "البيادق" التي أخرجها مختار الوزير عن نصّ لـ مصطفى الفارسي والتیجاني زلیلة، والذي يتناول قصة عائلة تنتقل من مكان إلى آخر ومن أرض إلى أخرى قصد زراعتها لكن القحط يجبرهم على العمل لدى أحد المالكين قبل أن تقوم ثورة ضد الأسياد يذهب ضحيتها الابن الأصغر.
يخصّص اليوم الثالث للملتقى لعقد ورشات موجهة للأطفال في الرسم والنحت والمطالعة، إضافة إلى تنظيم مسابقة للشباب في كتابة الشعر، ويعقد في الختام لقاء حواري مفتوح بين الشعراء والرسامين المشاركين.