"الإسلام وما بعد الإنسانية": منعطف مستقبلي

02 ديسمبر 2019
واسواد/ أوغندا
+ الخط -

منذ أواخر التسعينيات، بدأ التنظير لمفهوم "ما بعد الإنسانية" باعتباره تياراً فكرياً يدرس العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا الحديثة، ومستقبلها الذي سيغيّر تركيب الإنسان وعاداته وطبيعته، وقدرات الفكرية والجسدية لمواكبة التطور التقني.

في هذا السياق، تلقي أستاذة العلوم السياسية في "جامعة ابن خلدون" التركية هبة رؤوف عزت عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء في كلية الدراسات الإسلامية التبعة لـ"جامعة حمد بن خليفة" في الدوحة محاضرة تحت عنوان "من جدل العلمانية إلى مستقبل البشرية: عن الإسلام وما بعد الإنسانية".

يشير بيان المنظّمين أنه "في مرحلة ما بعد الحداثة، التي تعرف أيضاً باسم مرحلة ما بعد الإنسانية، تحرّر التجريب العلمي والعملي من قيود القيم المجتمعية والدينية"، موضحاً أنه "ورغم الاكتشافات المهمة التي تجري - وبها الكثير مما يُصلح حياة الإنسان - إلا أن تلك المرحلة أنتجت إشكاليات حقيقية بشأن مستقبل الإنسان والطبيعة، وعلمانية متطرفة وعنصرية متصاعدة وتطرّفاً دينياً وصل حد العنف المفرط، فضلاً عن الكثير من التهديدات المصيرية للحياة البشرية مثل التغير المناخي والجيل الأحدث من أسلحة الدمار الشامل".

ويضيف "تُلقي هذه المحاضرة الضوء على ما يجري في العالم اليوم في منعطف ما بعد الإنسانية وانعكاساته على واقعنا العربي والإسلامي، وتفتح نافذة للتفكير العابر للتخصصات بشأن ترشيد هذه الموجة لصالح مستقبل أفضل للإنسانية".

توضّح عزت في كتابها "نحو عمران جديد" أن "عدة قيود تكبّل العقل وتحول بينه وبين مواجهة التحديات الراهنة والوطنية والدولية، وعليه، فإننا اليوم نشهد صعوداً لتصور العقل الإنساني، يتأسس على أنّه مركب ومتجاوز للمادة، ويستعصي على المعيارية والضبط".

وتخلص عزت إلى أنه هذه الرؤية المتجاوزة للعقل الإنساني هي التي نحتاجها اليوم في الفكر الإسلامي، للنظر والاجتهاد، وإعادة بناء تصورات عميقة لإشكالية حقيقية تواجه الإنسان ومستقبله على الكوكب، أي تصورات يمكن أن تنطلق من الربط بين العقل، والوحي، والسنن، وتخاطب العالمين.

دلالات