ينظّم مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة في تونس العاصمة مجموعة من العروض المنتظمة تتوزّعها عدد من المدن، وتتنوّع بين المسرح والباليه والأوبرا والموسيقة والفنون الكوريغرافية، وكان آخرها في مدينة الحمامات خلال آب/ أغسطس من العام الجاري، واشتملت على عدد من الأعمال المنتجة حديثاً.
في هذا السياق، تنطلق اليوم الثلاثاء تظاهرة "ليالي مسرح الأوبرا" في المسرح البلدي في سوسة، وتتواصل حتى مساء التاسع والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة خمسة عروض يقام بعضها في "المركب الثقافي" في المدينة.
تُفتتح التظاهرة بعروض قياسية لـ"الباليه الجديد للرقص التونسي"، يليها عرض "أصوات من الجهات" تؤديه "الفرقة الوطنية للموسيقى" و"فرقة أصوات" من سوسة بقيادة الموسيقييْن محمد الأسود والطاهر القيزاني، اللذين يعملان على مشروعها منذ سنوات لتقديم أصوات غنائية شابة من مختلف المناطق في تونس.
وتُعرض مساء الجمعة مسرحية "دون كيشوت كما نراه" للمخرج الشاذلي العرفاوي، الذي يعود فيها إلى رواية ثربانتيس، والشخصيتين الأساسيتيّن فيها دون كيشوت وسانشو بإسقاطات كثيرة على الواقع اليوم، مع الاعتماد على الصورة السينمائية ضمن عدد من مشاهد المسرحية، فمثلاً حين يخوض البطل حربه الوهمية مع طواحين الهواء، يبرز في خلفية المشهد فيلم لطواحين قبل أن يرتطم بقوة على الجدار ذاته المزدان بالصور.
أما مساء السبت، فتقدّم ثلاثة عروض؛ الأول "بنات وصلة" لفرقة "باليه أوبرا تونس" للكوريغرافيين هالة فطومي وإريك لامورو، ويتناول نضال المرأة وسعيها الذي استمر إلى اليوم في سبيل التحرّر الاجتماعي والفردي.
يقدّم العرض الثاني بعنوان "شوشرة" من تصميم وأداء سليم بن صافية ومروان الرويني، اللذين يتناولان معنى الإبداع الفنّي في حدّ ذاته، ويسائلان دور الفنان وقدرته على التماسك، ووفاءه لأفكاره في سياق الفعل الإبداعي، وتأثره بالأحداث التي جدّت في العالم العربي وبمآلها السياسي، والثالث "جيل" لفرقة "الباليه الجديد للرقص التونسي".
تختتم الفعاليات بعرض "ليلة الأوبرا" لـ"أوركستر وأصوات أوبرا تونس" بإدارة هشام العماري وقيادة فادي بن عثمان، ويشتمل على عدّة مقطوعات كلاسيكية عالمية، وأخرى تنتمي إلى التراث الموسيقي التونسي والعربي.