على منوال العديد من التظاهرات الثقافية التي لم يعد بالإمكان انتظامها بسبب الانفلات الأمني الذي استمر سنين عديدة، عاد المهرجان باسم جديد عام 2001 منقطعاً عن ذاكرته الأول وحظي بدعم حكومي خلافاً لمهرجانات عديدة تعثّرت بسبب عدم حصولها على التمويل.
رغم أن المنظّمين يشيرون إلى أن المهرجان بات مختلفاً عن سابقه من خلال توجهّه نحو إبراز هوية المدينة القديمة التي تحتصنه، إلا أنه لم يختلف على أرض الواقع حيث يتجاور التشكيل والشعر والمسرح والسينما والغناء والموسيقى دون تجانس يذكر.
تُفتتح عند الخامسة من مساء الخميس المقبل، الحادي والعشرين من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية" على خشبة المسرح التاريخي لمدينة بابل الأثرية (100 كلم جنوبي بغداد) وتتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر نفسه.
تحت شعار "كلنا بابليون"، تنطلق الدورة الحالية التي يشارك فيها شعراء وكتّاب وفنانون من المغرب والجزائر ومصر ولبنان وسورية ولبنان والكويت وعُمان وقطر والبحرين والسعودية وتونس واليمن وتركيا وايران والولايات المتحدة، إلى جانب العراق، وتتوزع العروض بين المسرح الرئيسي، ومعبد ننماخ، والمسرح الجنوبي "قاعة العرش"، والبيت البابلي، وصولاً إلى ساحة أسد بابل.
احتفاء بيوم الشعر العالمي في الثاني والعشرين من آذار/ مارس تنظم قراءات لعدد من الشعراء منهم حسن طلب وسامي القريني وكارلوس أجواساكو وريم قيس كبة وكاظم حجاج وموفق محمد ودليلة حياوي وعلوي الهاشمي وآمال موسى وسميا صالح.
يحضر أيضاً الروائيون محمد خضير وعاطف عبيد وعبده خال والباحث ناجح المعموري والقاصة إرادة الجبوري.
تقام أربع ندوات فكرية، الأولى حول السرد العربي، والثانية تستعرض التجربة التشكيلية العراقية، والثالثة تتناول الموسيقية التراثية بين التجديد والتأصيل، والرابعة حول مستقبل التسامح بين الثقافات بعد هزيمة تنظيم داعش.
إلى جانب حفلات لعدد من الموسيقين والفرق مثل ياس خضر، ونوفا عماد، وخديجة زواق، وهمام إبراهيم، ورضا الخياط وحميد منصور وكريم منصور، و"فرقة لور الموسيقية" و"الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية"، وتعرض عدّة أفلام روائية ووثائقية صمن البرنامج السينمائي، ويقام معرض بمشاركة خمسة وخمسين فناناً تشكيلياً عراقياً، ومعرض للكتاب.