تقام عدّة تظاهرات متخصّصة بالفوتوغراف طوال العام في عدّة مدن تونسية مثل قفصة والهوارية والزهراء وغار الملح وجربة، وتركّز معظمها على البعد التقني والفني للصورة عبر استضافة فنانين من مختلف أنحاء العالم، على حساب الاهتمام بتقاطعاتها الاجتماعية والفكرية، بحيث تبدو أنها ملتقيات نخبوية لا تلتفت إلى الراهن.
تنطلق عند الثانية من بعد ظهر غدٍ الخميس فعاليات الدورة الثانية عشرة من "الصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية" في "المركب الثقافي" في مدينة المنستير التونسية، والتي تتواصل لثلاثة أيام بمشاركة مئة فنانين من الجزائر والمغرب ومصر والأردن والعراق إلى جانب البلد المضيف، بتنظيم من فرع "اتحاد المصورين العرب" ووزارة الثقافة.
تحمل الدورة الحالية اسم المصور الصحافي الراحل عبد الحميد بلكاهية (1926-2008) الذي وثّق العديد من الأحداث والمحطّات البارزة في تاريخ تونس الحديث ومنها اعتداء جنود الاستعمار الفرنسي على ساقية سيدي يوسف، ومراسم دفن فرحات حشاد، كما صوّر شخصيات في ميادين السياسة والاقتصاد والثقافة، وبعض أعماله وضعت على الطوابع البريدية التونسية، وسيقدّم الكاتب سفيان بن فرحات شهادة توثيقة حول تجربته.
تعقد في الافتتاح مائدة مستديرة بعنوان "تجارب شخصية" يتحدّث خلالها عدد من الفنانين المشاركين وتديرها نادية هماني، ويليها الإعلان عن شروط المسابقة الرسمية التي تنطلق صباح السبت المقبل.
كما يفتتح معرض جماعي بعنوان "معالم إسلامية" داخل أسوار المدينة العتيقة في المنستير مقابل مكتب البريد ويُخصّص للآثار في مدينتي المنستير والمهدية التي تعود أقدمها إلى العهدين العباسي والفاطمي، حيث يُفتتح قرب سور المدينة العتيقة، يرافقه عرض موسيقي بعنوان "ترانيم الأوتار"ّ بقيادة الفنان جاسر العاشق.
ثم ينتقل المعرض إلى رواق المركب الثقافي في المدينة، وسيتواصل لمدة شهر ضمن فعاليات "تونس عاصمة الثقافة الإسلامية" لعام 2019.
ينطلق الضيوف عند الثامنة والنصف من مساء السبت في جولة تصويرية ليلية، وفي اليوم التالي يذهبون في جولة استطلاعية إلى مدينة المهدية للتعرّف على أبرز معالمها الأثرية مثل الرباط والمتحف و"السقيفة الكحلة"، وفي الختام يقام عرض موسيقي بعنوان "الخرافة" للفنان أسامة الزقية.