"عالم جديد" عنوان العرض الذي تنظّمه الأوركسترا عند السابعة من مساء غدٍ الجمعة على خشبة مسرح "دار الأوبرا" التابعة لمدينة الثقافة في تونس العاصمة، بقيادة المايسترو الفرنسي فلافيان بوي، حيث تعزف "السيمفونية التاسعة" للمؤلّف التشيكي أنتونين دفورجاك (1841 – 1904) و"الكونشيرتو" للمؤلّف الفرنسي لموريس رافيل (1875 – 1937)، وثلاث مقطوعات لمواطنه غابريال فوري (1845 - 1925).
بداية الحفل مع إحدى المقطوعات التي ألّفها دفورجاك في شتاء عام 1893 حين زار نيويورك فبدت كأنها تمثّل الحنين إلى الريف في بوهيميا والإيقاعات الراقصة بعد ان قضى سنة كاملة بين أربع جدران في معهد لتدريس الموسيقى، وتتكوّن من أربع حركات وتمتد لحوالي نصف ساعة،
حققت له هذه السيمفونية شهرة واسعة، يحاكي في الحركة الأولى منها نزول السفن البخارية في الميناء واستقرارها على البر، وفي الثانية يستحضر شجناً يرتربط ببعده عن الوطن، ويذهب في الثالثة إلى حركة راقصة تعبّر عن البهجة والفرح، ثم يعود في الرابعة إلى استعادة مجمل رحلته.
أما "الكونشيرتو" لرافيل، فيؤديها عازف البيانو فيكتوريان فانوستن، وهي آخر أعماله، مستوحاة من مؤلفات موتسارت وكامي سان صانز، ويتميّز بسلاسة النغم، حيث أدخل فيه آلة الساكسفون لأول مرة إلى جانب الفلوت والطبل والكلارينيت والترومبيت.
استفاد صاحب أوبرا "الطفل والسحرة" من الإيقاعات الشعبية الراقصة خاصة تلك التي تأثر بها بفعل انتساب والدته لمنطقة الباسك الحدودية بين إسبانيا وفرنسا، حيث وظّف العديد من النغمات الإسبانية وكذلك الألحان القديمة خاصة في منطقة الأندلس، ومنها "المرايا" و"الساعة الإسبانية".
على هامش الحفل، تشارك في العرض أصوات أوبرا تونس بقيادة أميرة دخلية لتقديم ثلاث من أبرز مقطوعات المؤلّف الفرنسي غابريال فوري (1845 – 1925)، وهي: بافان، وأغنية جان راسين، والجنة، الذي تغلب عليها الغنائية والألحان الرومانسية مع مسحة من الحزن والغموض تعكس حياته التي كرّسها لعائلة على حساب نشاطه الفني.