يغلب على معظم التظاهرات الثقافية التي تأسّست في السنوات الأخيرة في العالم العربي توجّهها نحو الفنون المعاصرة التي لم تهتمّ بها كثيراً المؤسسة الرسمية، ربما لأنه يصعب توظيفها أو استثمارها في خطاب السلطة كما أنّ تكاليف إنتاجها العالية لا تتناسب مع انحسار تلقّيها ضمن نخبة معينة.
انطلقت أوّل أمس الإثنين الدورة الثانية من "ملتقى تطوان الدولي للنحت" التي تتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تحت شعار "الأرض" وبتنظيم من "جمعية أديداي للتنمية الثقافية والفنية والاجتماعية".
يحتضن "مسرح الهواء الطلق" فعاليات التظاهرة التي تقام في مدينة تطوان (شمالي المغرب)، وتهدف لـ"تبادل الخبرات في النحت والفنون البصرية وغيرها من الشؤون الثقافية وجعلها منطلقاً ومدخلاً لحوار الثقافات، فضلاً عن محاولة ترسيخ مضامينه لدى الناشئة، كما يسعى إلى إبراز الخصوصية الثقافية والتراثية والفنية لأجل خلق إشعاع ثقافي تنموي تستثمر فيه كل المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية للمدينة"، بحسب بيان المنظّمين.
وتتميّز الدورة الحالية عن سابقتها بطبيعة الخامات أو المواد التي سيشتغل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى من قبيل السيراميك والرخام والحديد والأسلاك الحديدية والخشب، حيث تحضر في هذه الدورة منظمة عالمية تعنى بالمحافظة والعناية بالخشب، يمثلها اثنا عشر فناناً صينياً، في محاولة لإغناء التجارب والاطلاع على تقنيات ومهارات من ثقافات مختلفة.
يشتمل البرنامج على ورشات في النحت تقام في ساحة مسرح الولاية في المدينة، وورشة الخزف خلال اليوم الرابع من الملتقى، وذلك لفائدة أطفال "مركز الأشخاص التوحديين" في تطوان، إلى جانب ورش بيئية مخصص للفنانين المشاركين، حيث سيقوم كل فنان بغرس شجرة بغابة عين الحصن القروية، التي تعرّضت إلى الحريق عام 2011.
يشارك في الملتقى أربعة وثلاثين فناناً من خمسة عشر بلداً، منهم: يوسف الرواحي وعبد العزيز المعمري من عُمان، وأكابر شلبي من تونس، وفؤاد إياد الخصاونة من الأردن، وعبد العزيز العريعر من الكويت، ومنى غريب وماركو محمد من مصر، ولطيفة لاي من تايوان، وأولريش زواندا من الكونغو، وديديه شوتردن من بلجيكا، وكريستينا كاروزي من إيطاليا، وبافل خاتسيلوسكي من روسيا البيضاء، إلى جانب المقتدر امحمد العادي وإسماعيل فرحان من المغرب.