ويعود تاريخ المكان إلى الألف الرابعة قبل الميلاد في بدايات العصر البرونزي، ويمكن مشاهدة أوابد تنتمي إلى تلك الحقبة في المنحدر الغربي على شكل حافة خارجية لجدار المدينة، وتم تحديد خمس طبقات تحت إشراف عالمي الآثار الألمانيْين يوتا هيسر وديتر فيفيجر وضمن عدّة مراحل، تؤرخ على نحو تصاعدي التواصل الحضاري في المنطقة مروراً بالفترة الرومانية البيزنطية وانتهاء بالعهد العثماني.
"تل زرعة – صفحة من تاريخ الأردن" عنوان المعرض الذي يُفتتح عند التاسعة من صباح بعد غدٍ الأربعاء في "متحف الأردن" في عمّان، ويتواصل حتى السادس عشر من الشهر الجاري، ويجاور المقطع المعروضة شروحات وصور توضيحية، إضافة إلى مجلدين باللغتين العربية والإنكليزية، أحدهما عبارة عن ألبوم صور توثيق، والآخر كتاب يضمّ المادة العلمية حول الموفع.
يتيح المعرض مشاهدة مادة حضارية تحكي قصة خمسة آلاف سنة من تاريخ الاستقرار البشري لتل زرعة الموجودة في منطقة وادي العرب في الشمال الأردني، والتي شكّلت نقطة مواصلات رئيسة على طريق التجارة الدولية الواصل بين ضفتي نهر الأردن من ناحية، وبين مصر وبلاد ما بين النهرين وشمالي سورية والأناضول من ناحية أخرى.
تشمل المعروضات على أربع وثمانين قطعة أثرية مرتبة زمنياً ومقسمة إلى ثلاث مواضيع رئيسة هي: العبادة والدين، الحرف اليدوية والابتكار، والصلات الحضارية، من أصل آلاف القطع الفخارية والأدوات وبعض التماثيل التي تعود إلى العصرين البرونزي والأموي، ومعبد وتمثال ينتمي إلى العصر الحديدي.
ومن أهم مكتشفات العصر البرونزي في المنطقة ( 1500-1200 ق. م) جدار مانع ضخم للمدينة ونظام قنوات مياه وأربع درجات في جنوب غرب الجدار تشكلّ اًممر صغيراً الى الوادي، كما يوجد حفرة على شكل جرس مطوقة بأرضية معبدة قرب المدخل ويكسو الحفرة حجارة كبيرة مغطاة بشكل منظّم بأحجار منحوتة، إلى جانب ساحات بنيت في الفترة الرومانية -البيزنطية (100 قبل الميلاد -636 بعد الميلاد)، وثلاث بيوت كبيرة تم فصلها عن بعضها بطريق مفروش بالحصى.
وضمت الأدوات المكتشفة أوعية بأشكال وأبعاد ومواد مختلفة منها وعاء من السيراميك ذو يدين ومطلي بالأحمر والأسود ومرسوم عليه مشهد لحيوان وإنسان، ونقش على طبقة محروقة يظهر عليه رجل يركب ثوراً ويرفع يده اليسرى، ويرمز إلى الإله بعل، والعديد من المغازل.