على غلافها الأوّل صورةٌ للفنان التشكيلي ضياء العزاوي، وعلى الأخير بورتريه ذاتي للشاعر الراحل فوزي كريم (1945 - 2019) مع قصيدته "مدينتنا"، هكذا عادت مجلة "بيت" في عددها الخامس والتي تصدر عن "بيت الشعر العراقي" في بغداد.
كانت المجلة الثقافية الفصلية قد توقفت مطولاً لأسباب مادية، مثلما جمدت أنشطة "البيت" وفعالياته والمؤتمر الانتخابي للسبب نفسه، ما يشير إلى التعثر وغياب الدعم الذي تواجهه المجموعات الثقافية المستقلّة في العراق.
تناولت افتتاحية العدد، التي كتبها رئيس التحرير الشاعر حسام السراي، هذه المسألة بالذات وتطرقت إلى الصعوبات التي واجهت المنظّمة ككلّ منذ أكثر من عام ونصف، وأشار صاحب "حي السماوات السبع" إلى مسألة الإعداد لمؤتمر انتخابي جديد، ومرّت الافتتاحية على ما أتمّه البيت في مشروع "مقاطع للمارّة".
تأخر العدد لكنه جاء حافلاً بأبواب قام بإخراجها فنياً المصمم أحمد العتّابي وأشرف على تدقيقها الشاعر ميثم الحربي، وجاء أولها بعنوان "عتبة" ليقف عند رحيل الشاعر أكرم الأمير في البصرة، والذي غادر عالمنا شاباً مطلع هذا العام بعد صراع مع سرطان الرئة، وكان قد أصدر مجموعة في 2014 بعنوان "طيور تفضّل المشي".
في 280 صفحة، شارك العديد من الشعراء والكتّاب بقصائد ومقالات وقراءات؛ نطالع في باب "نصوص"، قصائد للشعراء: أمجد ناصر، وهاشم شفيق، وإبراهيم البهرزي، وطالب عبد العزيز، وكريم جخيور، وعبود الجابري، ودلاور قرداغي، وآمال ابراهيم، وأحمد هاشم، وخالد عبد الزهرة، وعمّار النجار.
في حين ضّم باب "إبداع جديد" احتفاءً بقصائد كلّ من علي الحمزة، وحسين البندر، ووائل السلطان، وآلاء عادل، وهو باب جديد يخصّص لتقديم مجموعة من تجارب شعراء ما بعد نيسان 2003.
وخُصّص باب "إصغاء" لحوار مع الفنّان الرائد ضياء العزاوي (1939) حول تجربته في "دفاتر الشعر" وتقديم نماذج مما أنتجه عبر مسيرته الفنية الطويلة.
واشتمل باب "آخر" على ثلاثة إسهامات في الترجمة، هي: "تشارلز بوكوفسكي: قصائد النُّزل المفروش" (ترجمة الأكاديمي صادق رحمة)، و"بيلي كولينز: وحدهم الشعراء يتحرّون النوافذ" (ترجمة قيس قاسم العجرش وأماني العبدلي)، و"ليلى فرجامي: العالم يدخّنُ سيجارةً كأيِّ رجلٍ" (ترجمة مريم العطار).
أما باب "نظر"، فيطرح تساؤلاً حول راهن العراق اليوم وعلاقته بالشعر تحت عنوان "إذا السلاح تغوّل ما بعد 2014.. هل من نجاة للقصيدة العراقية؟"، بمشاركة الناقد صادق ناصر الصكَر، والشاعر صفاء خلف، والناقد أحمد معن الزيادي.
"تحقيق" هذا العدد: "شاعر ما قبل الفيسبوك وما بعده"، أسهم فيه الشعراء: فاضل العزاوي، وعيسى مخلوف، وفارس حرّام، ومحمد خضر، وعلي محمود خضير، وحامد رحمتي.
وضم "تخوم" ملفاً عن الشعر في السرد والشاعر روائياً، يُنشر في المجلة بعد رحيل اثنين من المشاركين فيه هما الكاتبان حميد العقابي وسعد محمد رحيم، إلى جانب شهادة ثالثة للروائي محمد حيّاوي.
وتحت عنوان: "جميل الجميل.. "صليب" القصيدة على خط النار".. تقدّم "بيت" في باب "وثائق" قصائد كتبها هذا الشاعر بخط يده أيّام مشاركته في قتال "داعش" في كلّ من محور الخازر في معركة الموصل وبلدته "بغديدا".
وفي باب "استعادة" ملف أعده رئيس تحرير المجلة، يضيء "ثانوية قتيبة" في مدينة الثورة (سابقاً)، بمشاركة خرّيجيها من الشعراء: خزعل الماجدي، وحميد قاسم، وكريم العراقي، وملك محمد جودة، مع صور حصرية تُنشَر للمرة الأولى من ذاكرة المدرسة وواقعها الحالي، إضافة إلى وثائق تخصّ "قتيبة" منذ سيتينيات القرن الماضي وحتّى اليوم، فضلاً عن شهادات لكل من مدير تربية الرصافة الثالثة ومدير "قتيبة" الحالي.
في المجلّة أبواب جديدة أُخرى، منها: "ديوان أوّل"، إذ تُضيّف شاعراً من شعراء العراق لإضاءة تجربة ديوانه الأول، حيث كتب الشاعر الستيني المعروف ياسين طه حافظ عن مجموعته الأولى: "الوحش والذاكرة".
وفي "مراجعات" قراءات للكتب الشعرية الآتية: "ألعب في الحديقة وأفكر" لـ حميد قاسم، و"كمشة فراشات" لـ عبد العظيم فنجان، و"وليمة الأسماك" لـ هاتف جنابي، و"سوء تفاهم طويل" لـ محمد ناصر الدين.
أما "حصاد" ففيه إضاءات لمجموعة أخرى من الكتب: "خريف مكتمل" لسعدي يوسف، و"سيرة ناقصة" لسركون بولص، و"بسام حجار.. الأعمال الكاملة"، و"ما الشعر إلا زلة اللسان" لفوزي كريم، و"قصائد دون سن الرشد" لحسين بن حمزة، و"رصيف (سيرة ذاتية)" لعلي سالم صخي، و"ما يضيئه الظلام ويطفئه الضوء" لحمدان طاهر المالكي، و"أريدك بخير كي أعبر الشارع مطمئناً" لصادق مجبل.
"ذاكرة غلاف"، باب جديد آخر يمثّل قراءة لأغلفة المجموعات الشعرية التي صدرت قبل عقود، حيث تختار المجلة في كلّ مرّة نموذجين، وتعلق على تصميميهما، وفي هذا العدد نجد كتابي "الأخضر بن يوسف ومشاغله" لسعدي يوسف و"ذكرى الحاضر" لعبد الرحمن طهمازي.
هناء مال الله هي فنّانة العدد الجديد، حيث يقدّم الشاعر والناقد محمّد ثامر يوسف قراءة لتجربتها والتحوّلات في مسيرتها الفنيّة بين بغداد ولندن، مع عرض لمجموعة من أعمالها بتقنيات مختلفة.
وتختتم "بيت" عددها برؤية للشاعر كاظم الحجاج ضمن باب "وقفة" عنوانها "الشعر فنّ أنثوي!".