في مطلع العشرينيات من عمره، أتى أوليفييه موراو إلى أوروبا، متنقّلاً بين روما حيث قدّم أولى منحوتاته من الرخام، وياريس حيث عمِل في الطباعة الحجرية، ليستقر فترة في لندن ويدرس تاريخ الفن لأربع سنوات قبل أن يغادرها إلى نيويورك ويصمّم هناك الحلي والنسيج باستخدام العناصر الطبيعية للحيوانات والنباتات في البرازيل.
بدأ الفنان البرازيلي (1946) الرسم باكراً شغوفاً بصور الأطفال، حيث أقام معرضه الأول عام 1960 الذي ضمّ بورتريهات ورسوم إعلانية، قبل أن يتوجّه إلى "مدرسة غينارد للفنون" في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية، ولغزارة إنتاجه أقام معارض عديدة قبل مغادرة بلاده.
"الرسم بالورق" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي في "غاليري ماونت" في لندن، ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، والذي يبرز التأثيرات المتنوّعة في تجربته ضمن مراحلها المتعددة من فرانسيس بيكون، وبيكاسو، والسوريالية أيضاً.
يرسم أوليفييه مباشرة على القماش ثم يستخدم الورق المقوّى أو الورق المصنوع يدوياً، تكوينات تميل إلى العفوية والبساطة، حيث تظهر شخصياته في لحظات دهشتها أو متعتها، أو وهي بعيون مغلقة، وتتعلّق بعضها بمشاهد هروب الأطفال والإثارة التي يتركونها خلال تفاعلهم مع الناس.
ويشير على الدوام إلى أن رسوماته مستمدة من الناس الجميلين والأشياء الجميلة ومناظر جزيرة إبيثا (إحدى جزر البليار في البحر المتوسط تتبع إسبانيا) التي يقيم فيها ستّ أشهر في العام، إلى جانب بورتريهاته الكثيرة التي رسم فيها نفسه في أوضاع وهيئات مختلفة، وهو يتسكّع ويدخّن ومستلقياً ويقف أمام لوحاته.
تعكس أعماله نمط حياته وشخصيته التي تميل إلى الحرية وعدم التقيد بالأنظمة والقوانين، حيث يرسم خطوطه على الورق مباشرة قبل أن يبدأ عمليه تجريبه في اللون، الذي يشكّل عنصراً أساسياً، بحثاً عن تلك التوليفة الخاصة التي يمزج بها ألوانه.
كما تحضر الأحلام في العديد من لوحاته وتصميماته التي تحتشد بالخيول والراقصين الذين يرتدون الأزياء الغريبة التي ابتكرها الفنان، أو لاعبي كرة القدم في مشاهد متعددة من مباريات متخيّلة، بالإضافة إلى نسائه وهن يتزين أو يجلسن على أريكة أو يخلدن إلى النوم.