شهد التاريخ الإسلامي نماذج نسائية عديدة كان لها حضورها المعرفي في علوم الحديث وتفسير القرآن والفقه، بدءاً من عائشة بنت أبي بكر وزينب بنت علي بن أبي طالب، مروراً بعشرات الأسماء اللواتي وضعن مؤلّفات خاصة خلال العهدين الأموي والعباسي، وما تلاهما.
في النصف الثاني من القرن الماضي، برزت العديد من الكاتبات ضمن توجّهات فكرية مختلفة تناولن النصوص الدينية وإعادة تأويلها مثل فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي، لكنه تظلّ تطرح تساؤلات حول تهميش دور المرأة تاريخياً، والإشكاليات التي تواجه بعض الباحثات في هذا المجال في عصرنا الحالي.
"النساء وإنتاج المعرفة الدينية: سؤال الحضور والغياب" عنوان الندوة التي تُعقد عند السابعة من مساء غدٍ الثلاثاء في كلية الدراسات الإسلامية بـ"جامعة حمد بن خليفة" في الدوحة، بتنظيم من "مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق" التابع للكلية.
يشارك في الندوة كلّ من زهية جويرو، أستاذة الدراسات الإسلامية في "جامعة منوبة" التونسية، وأحمد العدوي أستاذ كلية الإلهيات في "تشومو" التركية، ومعتز الخطيب، أستاذ الدراسات الإٍسلامية في "جامعة حمد بن خليفة".
يشير بيان المنظّمين إلى أن "الدراسات النسوية انشغلت خلال العقود الأخيرة بدور المرأة في إنتاج المعرفة الدينية، بعد أن كان جل الاهتمام منصبّاً على حقوق المرأة وموقعها في الفضاء العام. وقد باتت مشاركة المرأة في الندوات والمؤتمرات البحثية مطلباً ملحّاً حتى صار غيابها عرضة للنقد والإدانة أحياناً".
ويوضّح أنه "بين الغياب والتغييب تثار الكثير من الأسئلة في محاولة لفهم دور المرأة في الإسهام المعرفي، سواء في التاريخ أم في الزمن الحاضر. ومنذ نحو ثلاثة عقود توالت محاولات بعض النساء المسلمات إنتاج معرفة دينية نسوية".
يلفت البيان ذاته إلى أن هذا الأمر "يثير العديد من التساؤلات من قبيل: ما دور المرأة في إنتاج المعرفة الدينية؟ وما العوامل التي تسهم في حضورها أو غيابها أو تغييبها؟ وكيف يمكن تفسير هذا الغياب أو التغييب تاريخياً، إن ثبت؟ وهل يمكن تأنيث المعرفة وتذكيرها؟ وكيف يمكن تقويم المنتج المعرفي الذي قدمته نساء؟".