يتزايد الاهتمام في الدوائر البحثية الغربية بالتعبيرات الفنية والثقافية في العالم العربي، من خلال النظر إليها من زاوية الأحداث السياسية الكبرى التي مرّت بها، وكيف عكست هوية مشتركة من خلال الغناء والموسيقى والسينما والرقص وغيرها من الفنون التي تحظى ببعد جماهيري.
وصدرت العديد من الكتب في السنوات الأخيرة مثل "حسابات إبداعية.. سياسة الفن والثقافة في مصر المعاصرة" (2006) لـ جيسيكا وينيغار، و"الثقافة الشعبية في العالم العربي: الفنون والسياسة والإعلام" (2007) لـ أندرو هاموند، و"الثقافة والأزمة في العالم العربي.. الفن والممارسة والإنتاج في أماكن الصراع" (2019) لمجموعة مؤلّفين.
في هذا السياق، انطلقت سلسلة ورش بعنوان "الثقافة الشعبية في العالم العربي: القرن العشرين" منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في "البيت العربي" في مدريد، وتتواصل حتى منتصف آذار/ مارس المقبل، وتقدمها الباحثتان فيكتوريا خرايش رويز زوريلا ونادية جلاد.
تتناول الورش الفن والموسيقى والسينما والرقص الشعبي طوال القرن الماضي، أي في "وقت تطورت فيه ثقافة الترفيه وانتشرت في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بشكل رئيسي بالصناعات الثقافية المصرية واللبنانية. ولدراسة ذلك، يقدّم المشاركون نظرة عامة تاريخية للأشكال الرئيسية للتعبير الفني التي ينتجها الناس أنفسهم، والنخبة لاستهلاك الناس، مع تسليط الضوء على الطبيعة الفعالة لهذه الثقافة لخدمة أغراض القومية العربية وغيرها من الأيديولوجيات المحلية المماثلة، مثل الهوية الفلسطينية"، بحسب بييان المنظّمين.
تناقش الجلسات أربعة مواضيع رئيسية، هي: الفنون التشكيلية (اللافتات والروح الدعائية)، والموسيقى، والسينما، والرقص، وسيتمّ عرض وتحليل وتفسير أشكال مختلفة من الإنتاج الفني الشعبي في كلّ جلسة، مع إلقاء نظرة على السياق الاجتماعي والتاريخي والرمزية المستخدمة في الأعمال الفنية، من أجل الكشف عن تعبيراتهم الأيديولوجية الصريحة أو المضمرة، والتعرّف أكثر على جماليات وقيم شعبية في العالم العربي.
وقدّمت زوريلا حتى اليوم جلستين بعنوانَي "ثقافة الجماهير والدعاية السياسية.. لافتات سياسية"، و"الرقص في الشرق الأوسط وصناعة السينما المصرية"، وكذلك جلاد في جلستيْ "تطور الرسومات الساخرة في الصحافة المكتوبة"، و"نشأة صناعة الموسيقى".