ورغم شعبية هذا النوع من الكتب الموجه إلى الكبار في العالم، ما زال في العالم العربي فناً بلا كثير من المتلقين، ولا ينافس ربما الكتاب العادي، كما أن الناشر يجد في طباعة هذا النوع من الكتب كلفة كبيرة لا تتسق مع الطلب في السوق العربي على هذا النوع من الكتب.
هذه مجرّد تأويلات، فالحقيقة إلى اليوم أنه لا توجد دراسات تتعلّق بالتجارب القرائية في العالم العربي، وسوق النشر وما يمكن أن تقبل من جديد وما بات ضرورياً تغييره.
لكن هذا لا ينفي أن هذا الفن اليوم آخذ في التطوّر في منطقتنا في العقد الأخير، وبدأ يجد من يروّج له ويشتغل فيه ويمارسه.
تحت عنوان "كوميكسات" يقيم غاليري "منصة الفن المعاصر (كاب)" في العاصمة الكويتية سلسلة من المحاضرات حول فن الكوميكس، منها تلك التي تقام عند السابعة والنصف من مساء اليوم وتتناول "رحلة في عالم الكارتونسيت".
يشارك في الندوة الفنانون أمل بقشي، التي تدير المحاضرة، ويتحدّث فيها كلّ من بدر نظر ويوسف بن سيف.
تقول بقشي لـ "العربي الجديد" إن "الندوة ستركز على فن رسم الكارتون وتأثيره على الرسامين وعلى الثقافة، وتضيف أنها ستتكلم عن تاريخ الكرتون وكيف كان للرسومات هذه تأثير على ثقافات مختلفة في بلدان متعدّدة".
تناقش بقشي بعض الأسئلة والمواضيع مع الفنانين يوسف وبدر، اللذين سيتحدثان عن رؤيتهما لفن الكارتون وعلاقته بالثقافة في المنطقة العربية.
كانت بقشي قد قدّمت محاضرة بعنوان "وسيلة تعبير حديثة عن الهوية والأفكار"، في "كاب" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تناولت فيها تاريخ الرسومات بشكل عام.
وأوضحت أن الكوميكس فن تفرّع من البوب آرت الذي أطلقه الفنان الأميركي آندي وارهول في نهاية الخمسينيات، والتي أخرجت الفن من النظرة الكلاسيكية التي لدى الناس عن الفن.
وترى بقشي أن تطور وسائل الطباعة والتصوير والألوان من أكثر العوامل تأثيراً في ظهور الكوميكس، وأخذه إلى آفاق مختلفة، لا سيما أن هذا النوع من الفن يعتمد بشكل كبير على الألوان الحيوية وقوتها.
وتقول الفنانة إن الكوميكس عادة ما يرتبط لدينا بصورة ذهنية، حيث أن هذا الفن يتعلّق بحادثة أو قصة أو واقعة معينة يحولها إلى صورة، فهو عمل فني يقوم على شخصيات وقصة وفكرة معينة يرويها بطريقة غير تقليدية، وتجربة تلقي الكوميكس مختلفة عن قراءة الكتاب التقليدي.
في محاضرة اليوم يناقش بقشي ونظر وغيث الكوميكس في البلاد العربية من خلال تجاربهم الشخصية في هذا السياق.