تتوق شركات صناعة السيارات إلى استبدال المركبات الأقل ربحاً بسيارات الدفع الرباعي ذات الهامش الربحي الأعلى، وهي على استعداد للتخلي عن علامات تجارية شهيرة من أجل تحقيق هذا الهدف. وهذا ما فعلته بالضبط العملاقة الألمانية "فولكسفاغن" بخنفسائها الشهيرة لصالح ترويج سيارة رياضية جديدة.
فالطراز الأحدث الذي أنتجته "فولكسفاغن" في أميركا الشمالية باسم "تاوس" Taos ربما يكون أوضح الأمثلة، حيث أفسحت الشركة مجالاً لتصنيع هذه السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات المدمجة في مصنع التجميع المكسيكي، عبر وقفها إنتاج سيارة الخنفساء (Beetle) التي تُعد إحدى أكثر السيارات تأثيراً في القرن العشرين.
بالنسبة لمخططي إنتاج السيارات في الشركة، كان اتخاذ القرار مسألة بسيطة. فقد لاحظوا انجرافاً بلا هوادة نحو رُباعيات الدفع وابتعاداً عن سيارات السيدان، الأمر الذي ساعد في وضع سيارات الدفع الرباعي والشاحنات على مسار الاستحواذ على أكثر من 70% من سوق السيارات في الولايات المتحدة عام 2020.
كما تُعد "الكروس أوفر" بمثابة الطفرة لشركات صناعة السيارات، فالمستهلكون على استعداد للدفع مقابل ركوب سيارة أعلى وداخلية أكثر اتساعاً في نماذج ليس تطويرها أو بناؤها أكثر تكلفة بكثير مقارنة بسيارات السيدان.
نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات والتسويق لوحدة "فولكسفاغن" الأميركية، دنكان موفاساغي، قال للصحافيين قبل أيام خلال تصريحات بشأن "تاوس" أوردتها شبكة "بلومبيرغ" الأميركية: "نعتقد أن الاتجاه سيستمر"، فيما ترى شركة صناعة السيارات أن الأميركيين يشترون نحو 10 ملايين سيارة دفع رباعي سنوياً بحلول نهاية العقد.
ليست "القاسية" الوحيدة "فولكسفاغن"، ليست الشركة الألمانية وحدها التي تتعاطى بقساوة قلب مع نماذج سياراتها العريقة. فقد تخلت "فورد موتور" Ford Motor عن سيارات السيدان في أميركا الشمالية، الأمر الذي أدى إلى وقف إنتاج موديلات مثل "توروس" Taurus، والتي كانت ذات يوم السيارة الأكثر مبيعاً في البلاد.
كما أوقفت "جنرال موتورز" GM إنتاج العديد من علاماتها التجارية، بما في ذلك "شيفروليه إمبالا" Chevrolet Impala، التي أُنتج أول طرازاتها منذ أكثر من 60 عاماً.
كذلك، تخلت "فيات كرايسلر" Fiat Chrysler Automobiles NV عن محاولة إقناع الأميركيين بشراء سيارة "500"، وهي السيارة الصغيرة التي استخدمتها لإعادة علامتها التجارية الإيطالية التي تحمل اسمها إلى الولايات المتحدة في العام 2011.
وسيكون "تاوس" 2022 مُتاحاً اعتباراً من الربع الثاني من العام 2021، وهو أقصر بنحو 9 بوصات (23 سنتيمتراً) من "تيغوان" Tiguan وبسعر أقل من هذا الطراز الذي يبدأ بسعر 25 ألفاً و245 دولاراً.
وفي الوقت الذي تعمل هذه الشركات على توفير مساحة في المصانع وصالات العرض لسيارات الدفع الرباعي بحيث يتعرّف عليها المستهلكون، كما هي حال "فورد برونكو" و"شيفروليه بلايزر" و"جيب غراند واغونير"، تخلت "فولكسفاغن" عن سيارتها "بيتل" للحصول على واحدة جديدة تماماً هي "تاوس" التي سُمّيت تيمّناً ببلدة يقل عدد سكانها عن 6 آلاف نسمة في صحراء نيو مكسيكو الشمالية.