حققت الشركة الكورية الجنوبية "كيا" Kia تقدما لافتا في سوق السيارات البريطاني المتراجع بنسبة عالية تجاوزت 14%، واحتلت الصدارة بتقدمها 7 مراتب دفعة واحدة، في مارس/آذار المنصرم، حيث بلغ إجمالي مبيعات السوق 243479 مركبة بانخفاض نسبته 14.3%، ما أدى إلى هبوط مبيعات الربع الأول من العام بنسبة 1.9% إلى 417560 مركبة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021.
وكان اتجاه السوق الهابط الذي بدأ في مارس لافتا، بعدما حققت المبيعات نموا نسبته 15% في فبراير/شباط، فيما تفاوت أداء العلامات التجارية، حيث أعلنت "كيا"، الرائدة الجديدة في سوق المملكة المتحدة، تحقيق زيادة نسبتها 57.7% في المبيعات منذ بداية العام الحالي، محتفظة بحصة سوقية بلغت 7.7%، تليها الأميركية "فورد" Ford التي قفزت مركزين في المرتبة الثانية، رغم انخفاض مبيعاتها 17.6%، ثم الألمانية "بي إم دبليو" BMW التي انحسرت مبيعاتها بنسبة 12.6%.
وفي قراءة للسوق البريطاني على المدى المتوسط، وفقا لمجلة "فوكس تو موف"، وجد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016، أن صناعة السيارات الوطنية في ذروة تاريخها القوي. وبعد 5 سنوات من النمو المتتالي، حقق سوق المركبات الخفيفة في العام المذكور رقما قياسيا في المبيعات بلغ 3.06 ملايين مركبة، وكان رابع أكبر سوق في العالم.
وبعد الاستفتاء، عكس أداء القطاع الاتجاه العام للاقتصاد البريطاني وبدأ رحلة انحدار طويلة. فقد انخفض سوق المركبات الخفيفة في عامي 2017 و2018، بينما كانت بقية أوروبا تحقق نموا واضحا، حيث بلغت المبيعات في عام 2018 ما مجموعه 2.72 مليون، ومن بينها 2.36 مليون سيارة ركاب. أما في عام 2019، فقد انخفضت معاملات التسجيل إلى أدنى مستوياتها في 5 سنوات، مع بيع 2.64 مليون مركبة.
وانطوت عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على إنذار أملته التوقعات الاقتصادية المتشائمة التي تترقب تأثيرا عميقا على صناعة السيارات، والمخاوف من تحول نشاط الإنتاج من المملكة المتحدة إلى دول أوروبية أُخرى، على نسق ما فعلت "هوندا" Honda و"جيه إل آر" JLR.
ففي عام 2020، شملت المبيعات 1631064 مركبة، مسجلة انخفاضا بنسبة 29.4% مقارنة بعام 2019.
وفي عام 2021، بدأ العام بأداء سلبي عموما بالنسبة لسوق المملكة المتحدة التي باعت 425525 وحدة في الربع الأول، مسجلة انخفاضا بنسبة 12% مقارنة بالربع الأول من عام 2020، بينما ازدهرت مبيعات الربع الثاني مسجلة زيادة بنسبة 185.1% وبلغت 484448 مركبة.
في الربع الثالث، بدأت المبيعات في الانخفاض بأرقام مزدوجة مجددا، حيث خسرت 31.1% وشملت 406641 مركبة، وأعقب ذلك انخفاض بنسبة 14.7% في الفصل الرابع ببيع 330567 مركبة فقط.
وفي المحصّلة، بلغت مبيعات عام 2021 بأكمله 1.65 مليون سيارة، مسجلة زيادة بلغت نسبتها 1% فقط مقارنة بعام 2019. ثم في الربع الأول من عام 2022، انخفض إجمالي المبيعات بنسبة طفيفة بلغت 1.9% وشمل 417560 مركبة من كل الماركات.