قال تقرير متخصص إن هجمات جماعة حوثيين تؤثر في تجارة حجمها تريليون دولار تمرّ سنوياً عبر البحر الأحمر، وسيكون لذلك تداعيات على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من العديد من الأزمات.
وحسب تقرير لمركز "أتلانتك كاونسل" للدراسات في واشنطن، صدر مساء الاثنين، فإن من شأن انقطاع الشحن في البحر الأحمر أن يسبب أزمات للاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من ارتفاع التضخم والفائدة المرتفعة والحرب على أوكرانيا.
وقال تحليل مركز "أتلانتك كاونسل" عن هجمات الحوثي على السفن بالبحر الأحمر، إن نحو تريليون دولار من التجارة العالمية تمر سنوياً عبر البحر، وهو ما يمثل 12% من إجمالي التجارة العالمية، وهو ما يمثل 30% من حركة الحاويات العالمية.
وأشار التحليل إلى أنه بعد أن قررت شركات الشحن الكبرى مثل ميرسك، وهاباج لويد، وMSC عدم استخدام البحر الأحمر، وإيقاف سفنها مؤقتًا قبل عبور مضيق باب المندب وتحويل مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، فإن ذلك ستكون له تداعيات سلبية واسعة على تأخير وصول البضائع وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين.
وقال في هذا الصدد، على سبيل المثال، إنه يمكن تمديد الرحلات إلى أوروبا لمدة تصل إلى أسبوعين، ما يزيد من تكاليف الوقود والتشغيل، فضلاً عن تكاليف التأخير بالنسبة إلى المصدرين والمستوردين والمستخدمين النهائيين.
وأشار التحليل إلى أن الهجمات يمكن أن تسبب اضطرابًا كبيرًا في التجارة العالمية. وكانت أسعار النفط والغاز قد ارتفعت بالفعل بعد أنباء الهجمات. كذلك تضاعفت أقساط التأمين على الشحن تقريبًا لبعض شركات النقل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يرفع من معدل التضخم في أوروبا ويهدد تجارة الهند مع منطقة الشرق الأوسط.
وقال التحليل: ستكون المناطق المستوردة للطاقة هي الأكثر معاناة؛ ولا سيما البلدان منخفضة الدخل وأوروبا التي تتأرجح على حافة الركود. ورغم أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لم تؤثر بعد بأسعار الطاقة، فإن الاضطراب في البحر الأحمر قد يكون له تأثير كبير فيها، في حال طول أمد الحرب. ومن شأن ارتفاع أسعار النفط والغاز أن يبقي التضخم الرئيسي مرتفعاً، ما يعقد جهود البنوك المركزية للتحول إلى التيسير النقدي.
وأضاف التحليل أن الأهم من ذلك يتمثل بأن هجمات الحوثيين أدت بشكل واضح إلى زيادة التوتر العسكري في المنطقة، ما يهدد بتوسع الحرب الإسرائيلية على غزة. وتستعد الولايات المتحدة لإطلاق قوة حماية بحرية تسمى "عملية حارس الازدهار"، تضم دولًا غربية وعربية لحماية الشحن في البحر الأحمر. لكن التحليل يقول إن من الصعب أن نرى كيف يمكن لذلك أن يحمي السفن التجارية بشكل كامل من الهجمات الصاروخية أو التهديد بها
ويخلص التحليل إلى أنه باختصار، كلما طال أمد الحرب الإسرائيلية في غزة، استمرت انقطاعات الشحن البحري الناجمة عن الهجمات الصاروخية في البحر الأحمر لفترة أطول. ويمكن أن يؤدي اتساع نطاق الصراع إلى زيادة زعزعة استقرار الاقتصاد الإقليمي، وبالتالي الاقتصاد العالمي.