تدفقت الإعلانات خلال الأيام الماضية عن عمليات صرف كبيرة ستطاول موظفين في مصارف كبرى، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وذلك ضمن مخططات لإعادة الهيكلة وخفض النفقات.
ويوم أمس الأربعاء، أفادت وكالة بلومبيرغ الأميركية، بأنه من المقرر أن تلغي شركة ديلويت الاستشارية المالية البريطانية أكثر من 800 وظيفة في المملكة المتحدة استجابة لتباطؤ الطلب وتخفيف وتيرة اختيار العمال للمغادرة، وفقاً لمصدر مطلع على الأمر.
-
الاستشارات المالية
وقال هذا المصدر إنّ هذا يعادل حوالي 3% من قوتها العاملة في المملكة المتحدة البالغة 27000 شخص. وتأتي التخفيضات بعد تباطؤ النمو في "ديلويت" في النصف الثاني من العام، بسبب انخفاض طلب العملاء.
ويتشبث المحاسبون في أربع شركات كبرى تشمل أيضاً "إرنست أند يونغ" و"برايس ووتر هاوس كوبرز" و"كي بي إم جي"، بوظائفهم وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والانخفاض الحاد في الأدوار المفتوحة.
وتأتي هذه الخطط في أعقاب إعلان شركة إرنست أند يونغ المنافسة، الشهر الماضي، أنها ستستغني عن حوالي 5% من موظفي قسم استشارات الخدمات المالية في المملكة المتحدة. وقالت شركة برايس ووتر هاوس كوبرز أيضًا إنها ستخفض الزيادات في الأجور والمكافآت لبعض موظفيها في المملكة المتحدة البالغ عددهم 25000 موظف.
-
"سيتي بنك"
بدوره يستعد سيتي بنك، وهو من أكبر شركات الخدمات المالية الأميركية، لموجة من تخفيضات الوظائف حيث أطلقت الرئيسة التنفيذية جين فريزر أكبر عملية إعادة هيكلة لعملاق وول ستريت منذ عقدين، كجزء من جهودها لعكس اتجاه الانخفاض المستمر منذ سنوات في أسعار الأسهم.
وسيقوم البنك الآن بتشغيل خمس شركات رئيسية وإلغاء الرؤساء الإقليميين الثلاثة الذين يشرفون على العمليات في حوالي 160 دولة حول العالم، وفقاً لبيان صدر، أمس الأربعاء.
وستؤدي هذه التحركات إلى تخفيض عدد من الوظائف في المكتب الخلفي لـ"سيتي". شهد "سيتي" ارتفاع عدد موظفيه إلى 240 ألف موظف في السنوات الأخيرة، ومع سعيه المقبل لخفض مستويات التوظيف، سيقوم البنك بتقييم عشرات الآلاف من العاملين الذين خصصهم لوظائف المكاتب الخلفية مثل التمويل والموارد البشرية والعمليات والتكنولوجيا.
وقال المدير المالي مارك ماسون للمستثمرين أخيراً: "لن يكون لدينا هؤلاء بعد الآن. ونتيجة لذلك، يختفي هذا العمل، وتختفي تلك المسؤوليات، وسيتعين على هؤلاء الأشخاص أن يرحلوا".
-
"غولدمان ساكس"
ويوم الجمعة الماضي، قال شخص مطلع لـ"بلومبيرغ"، إنّ مجموعة غولدمان ساكس تخطط لتخفيض سنوي للموظفين ذوي الأداء الضعيف بدءاً من الشهر المقبل.
وقال المصدر إنّ التخفيضات هذا العام ستكون عند الحد الأدنى من النطاق المعتاد للبنك والذي يتراوح بين 1% إلى 5% من قوته العاملة، وإن التخفيضات ستتم في الفترة من أواخر أكتوبر/ تشرين الأول إلى أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبلغ عدد موظفي "غولدمان ساكس" 48,500 موظف حتى ديسمبر/ كانون الأول، 52% منهم في الأميركيتين، و19% في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و29% في آسيا، وفقاً لتقريره السنوي.
وذكّر الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون المستثمرين في مكالمة حول الأرباح، في يوليو/ تموز، بأنّ البنك، الذي أوقف عمليات تسريح العمال في ظل وباء كورونا، استأنف عمليته المنتظمة القائمة على الأداء وسيقوم بذلك مرة أخرى في أواخر عام 2023.
كانت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، قد نشرت، في وقت سابق خطة "غولدمان ساكس" لخفض الوظائف. وقالت إنّ مديري البنك بدأوا في صياغة قوائم بأسماء الأشخاص الذين قد يتم استبعادهم. ولا تزال الأرقام النهائية قيد التحديد.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، شرع البنك في واحدة من أكبر جولاته لتخفيض الوظائف على الإطلاق، عندما تحرك لإلغاء حوالي 3200 وظيفة.
-
"يو بي إس"
ومن المقرر أن يقوم بنك "يو بي إس" السويسري بإلغاء حوالي 100 وظيفة في مجال إدارة الثروات في آسيا بعد الانتهاء من استحواذه على بنك كريدي سويس.
وفقاً لتقارير متعددة نشرت، أمس الأربعاء، سيتم تخفيض الوظائف في هونغ كونغ وسنغافورة استجابةً لتراجع نشاط العملاء في المنطقة. وعلى الرغم من أنّ الرقم النهائي لم يتم تحديده بعد، فمن المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على أقل من 100 دور وظيفي.
تم الإبلاغ عن التخفيضات لأول مرة من قبل "بلومبيرغ" وأكدتها "رويترز" لاحقًا، حيث أشارت الأخيرة إلى أنّ التباطؤ في الاقتصاد الصيني أدى إلى تراجع نشاط عملاء "يو بي إس" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
-
"باركليز"
ويوم أمس الأربعاء، نشر العديد من المواقع أنّ بنك باركليز البريطاني سيقوم بتسريح 450 موظفاً من أعمال التجزئة المحلية في المملكة المتحدة، هذا الأسبوع.
تعد هذه الخطوة جزءًا من خطة ذات شقين يمكن أن تشهد أيضًا الاستغناء عن 5% من موظفي البنك الذين يتعاملون مع العملاء في قسم التجارة العالمية.
وقال سي إس فينكاتاكريشنان، الرئيس التنفيذي لبنك باركليز، لشبكة "سي إن بي سي" يوم الاثنين: "نحن دائمًا نقوم بتعديل تلك القوى العاملة باستمرار. ما تراه في باركليز لا يختلف عما تراه في أي مكان آخر".