سجلت أكبر شركات النفط والغاز العالمية، وفي مقدمتها إكسون موبيل وشيفرون وإكوينور، أرباحاً ضخمة في الربع الثالث، مستفيدة من ارتفاع أسعار الطاقة، الذي عزز التضخم حول العالم وأضر المستهلكين بشدة.
حققت شركات النفط أرباحاً بمليارات الدولارات، حيث اقتربت أسعار الخام والغاز الطبيعي والوقود، مثل البنزين، من مستويات قياسية خلال الربع الثالث.
ولا تزال الإمدادات العالمية شحيحة بسبب تخفيضات الإنتاج الناجمة عن جائحة كوفيد-19 واضطرابات السوق الناتجة عن غزو روسيا لأوكرانيا.
ومطلع الشهر الجاري، تجاهلت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها أوبك+ الضغوط الأميركية، وقرروا تخفيض إنتاجهم مليوني برميل يومياً، اعتباراً من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، في خطوة كان عنوانها الحفاظ على الأسعار عند مستوياتها المرتفعة.
وتثير هذه الأرباح الطائلة انتقادات من الجماعات المؤيدة للمستهلكين في الولايات المتحدة وأوروبا مع ارتفاع التضخم. ولذلك، تجنب مسؤولو تلك الشركات الاحتفال بالأرباح القياسية هذا العام، وأكدوا "التزامهم بضخ المزيد من الاستثمارات"، لتحقيق الاستقرار في الصناعة الأهم في العالم.
واتهم الرئيس الأميركي جو بايدن شركات النفط بأنها لا تبذل جهداً كافياً لخفض تكاليف الطاقة، بينما ظهرت دعوات في بريطانيا والاتحاد الأوروبي لفرض مزيد من الضرائب على الأرباح الاستثنائية لتلك الشركات.
وأعلنت "إكسون موبيل"، أكبر شركة أميركية للطاقة، عن تحقيق أرباح تقارب 20 مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الحالي، متجاوزة التوقعات وكذلك الرقم القياسي السابق المسجل في الربع الثاني.
وتخطت أرباح "إكسون موبيل"، التي قادت مكاسب قياسية بين شركات النفط الخمس الكبرى في الربع السابق، بكثير تلك التي حققتها نظيراتها شل وتوتال إنرجيز في الربع الثالث بمقدار الضعفين تقريباً. وكانت مكاسبها مدعومة بقرارها بمضاعفة التركيز على الوقود الأحفوري، مع تحول المنافسين الأوروبيين إلى استثمارات الطاقة المتجددة.
وحقّقت شركة شيفرون الأميركية ثاني أعلى أرباح فصلية في تاريخها، خلال الربع الثالث من العام الجاري، وقالت إنّ تلك الأرباح جاءت بدعم من ارتفاع الطلب العالمي على النفط والغاز، وزيادة إنتاج الحقول في الولايات المتحدة.
وأعلنت الشركة الأميركية أنّ صافي أرباحها، بعد الضرائب، سجّل 11.2 مليار دولار أميركي، خلال المدة من يوليو/ تموز إلى نهاية سبتمبر/ أيلول، أو 5.78 دولارات للسهم، مقارنة بـ6.1 مليارات دولار عن المدة نفسها من العام الماضي، متجاوزة تقديرات وول ستريت البالغة 4.86 دولارات للسهم.
وارتفعت التدفقات النقدية للشركة إلى مستويات قياسية بلغت 15.3 مليار دولار، وهي أعلى بكثير من الربع السابق، كما قفزت عائدات شيفرون على رأس المال إلى 25%.
(رويترز، العربي الجديد)