أزمة الطاقة وممر الحبوب وتعزيز اتفاقيته التي رعتها الأمم المتحدة وتركيا شكلت قضايا بحث على هامش قمة أستانة، عاصمة كازاخستان، اليوم الخميس، في اجتماعين منفصلين، ضمّ الأول أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اللذين بحثا تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسواق الطاقة، حسبما أعلن الديوان الأميري لدولة قطر، فيما ضم الاجتماع الثاني بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دافع عن علاقات بلاده الاقتصادية مع موسكو واعداً بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية.
وأضاف الديوان أن أمير قطر وبوتين ناقشا تداعيات الصراع على الأمن الغذائي وأيضاً الوضع في ليبيا وسورية ومحادثات إيران النووية.
وذكر مصدر مطلع لرويترز، أمس الأربعاء، أن الاجتماع يهدف لتخفيف التوتر بين روسيا وقطر، الذي تصاعد منذ اندلاع الصراع الأوكراني في فبراير/شباط.
وأضاف المصدر أن قطر، وهي من كبار مصدري الغاز، التزمت الحياد إلى حد كبير في الصراع الأوكراني، لكن خطوات اتخذتها، ومنها انتقاد روسيا في الآونة الأخيرة بسبب ضمها أراضي أوكرانية، أثارت حفيظة موسكو.
وقال المصدر إن قطر بحاجة لعلاقات ودية مع روسيا ودول أخرى في المنطقة لمواصلة لعب دور وسيط في النزاع.
وورد في بيان الديوان الأميري "جدد الشيخ تميم دعم دولة قطر لكافة الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل سلمي فوري لهذه الأزمة (الأوكرانية)، وفي هذا السياق تؤكد دولة قطر على ضرورة احترام سيادة الدول".
تركيا ممراً للغاز الروسي ومركزاً إقليمياً
واقترح بوتين رسميا على نظيره التركي أن تنشئ موسكو "مركزا للغاز" في تركيا لتصدير الغاز إلى أوروبا، في وقت تراجعت فيه الإمدادات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي جراء العقوبات وتسرب الغاز في خطي أنابيب "نورد ستريم".
وقال بوتين لأردوغان: "بإمكاننا درس إمكانية إنشاء مركز للغاز على الأراضي التركية للتصدير إلى دول أخرى" ولا سيما أوروبا.
واعتبر بوتين أن تركيا هي أكثر الطرق التي يمكن الاعتماد عليها لإيصال الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، واقترح بناء ما سماه مركزا للإمداد هناك، مشيرا إلى أن إمدادات الطاقة من روسيا إلى تركيا كانت في حالة "تدفق كامل" وتسير وفقا للطلبات.
تأكيد تعزيز اتفاق الحبوب عبر البحر الأسود
في جانب آخر، أكد أردوغان عزم بلاده على مواصلة اتفاق إسطنبول وتعزيزه وعلى نقل الحبوب والأسمدة الروسية إلى البلدان الأقل نموا عبر تركيا. وجاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، قبيل لقائه الثنائي مع بوتين.
وقال أردوغان: "إذا كانت الخطوات التي ستتخذها تركيا وروسيا بشأن ممر الحبوب خلال هذه المرحلة ستزعج بعض الأوساط المعروفة، فإنها بالمقابل ستسر البلدان الأقل نموا".
وأضاف أن افتتاح التوربين الأول في محطة "آق قويو" النووية (بولاية مرسين)، العام المقبل، سيكون له صدى عالمي مميز.
ودافع أردوغان عن علاقات بلاده الاقتصادية مع موسكو واعداً بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية، خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أستانة.
وقال أردوغان إن "روسيا وتركيا ستثيران حتماً استياء البعض وستكون الدول المتطورة أقل سرورا"، قبل أن يواصل الرئيسان محادثاتهما في جلسة خاصة.
وخلال لقاء مع نظيره الروسي، تعهد الرئيس التركي بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية مدافعا عن علاقات بلاده الاقتصادية مع موسكو.
وقال خلال لقاء علني قصير "نحن مصمّمون على مواصلة وتعزيز اتفاق إسطنبول بشأن (تصدير) الحبوب وأيضاً نقل الحبوب والأسمدة الروسية عبر تركيا إلى الدول النامية".
من جهته، قال بوتين إن على الدول التي تشتري الحبوب الأوكرانية بموجب اتفاقية إسطنبول أن تكون ممتنة لأردوغان، مشير إلى أنه "لا تزال البلدان الأفقر تحصل على قدر قليل من الحبوب".
وهذا رابع لقاء على انفراد بين أردوغان وبوتين خلال 3 أشهر، ويعقد على هامش القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (CICA) في عاصمة كازاخستان.
وأعرب أردوغان عن أسفه لأنّ غالبية شحنات الحبوب الأوكرانية التي تم تصديرها بموجب الاتفاقية الدولية المبرمة في 19 يوليو/تموز بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا، وُجّهت إلى البلدان المتقدّمة.
وتم نقل أكثر من 7 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود ومضيق البوسفور، منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، تحت إشراف مركز التنسيق المشترك الذي يجمع الأطراف الأربعة في إسطنبول.