دعت نقابات حرفية في ولاية "ساكسونيا أنهالت"، الواقعة شرقي ألمانيا، المستشار الألماني أولاف شولتس إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على روسيا. وبينت الرسالة المفتوحة، التي نشرتها شبكة التحرير الألمانية الخميس، أن الحرفيين طالبوا أيضا بإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا.
ومما جاء في مضمون الرسالة: "نحن كحرفيين نعلم من العديد من المحادثات مع عملائنا أن الغالبية العظمى ليست على استعداد للتضحية بمستوى معيشتهم الذي كسبوه بشق الأنفس من أجل أوكرانيا، إنها ليست حربنا، فهل تريد أن تكون المستشار الذي دفع ألمانيا إلى الخراب، وهل تريد حقا التضحية ببلدك؟".
كذلك، حملت الرسالة، الموقعة من 16 نقابة مختلفة، انتقادات لروسيا وهجومها على الأراضي الأوكرانية، واعتبار ما حصل جريمة خطيرة وانتهاكا واضحا للمادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة، قبل أن تشدد على أن "المرء في البلاد قلق على مستقبل أبنائه وأحفاده، وهناك مخاوف بشأن استمرار وجود أعمالنا، وأنه إذا ما استمرت الأسعار في الارتفاع، فلن يتمكن صاحب الدخل المتوسط قريبا من دفع نفقات معيشته، وعندئذ ستصبح الأعمال الضرورية العادية باهظة الثمن، وهذا ما سيؤدي بدوره إلى تسريح العمال وإغلاق الشركات".
وفي سياق متصل، تحدث نائب رئيس "الليبرالي الحر" فولفغانغ كوبيكي، اليوم الجمعة، لصالح فتح خط نورد ستريم 2 على بحر البلطيق لتحسين إمدادات الغاز إلى ألمانيا، ومبرزا، مع شبكة التحرير الألمانية، أنه يجب فتح الأنبوب في أسرع وقت ممكن لملء مرافق تخزين الغاز لدينا لفصل الشتاء، ولا سبب وجيها لعدم تشغيل نورد ستريم 2.
وأوضح "إذا حصلنا على المزيد من الغاز بهذه الطريقة، فإن ذلك سيساعد الناس في تدفئتهم ولن تتعرض صناعتنا لأضرار جسيمة". قبل أن يضيف: "بمجرد أن نصبح مستقلين، يمكننا إغلاق نورد ستريم 2 مرة أخرى".
وفي رد على سؤال محاوره من أن بوتين سيستغل تشغيل خط الغاز ويعتبره بمثابة انتصار له، قال نائب رئيس البوندستاغ كوبيكي إن "كل ما يضمن وصول المزيد من الغاز يعود بالفائدة على ألمانيا". وتوفر روسيا حاليا حوالي 20% فقط من الغاز عبر نورد ستريم 1، وتستخدم شركة غازبروم ذريعة الأسباب الفنية لتقليص الكمية، في حين تعتبر برلين أن موسكو لا تنوي تسلم التوربينات التي وصلت من كندا إلى ألمانيا.
ولم يكتف كوبيكي بهذا الطرح، بل دعا أيضا إلى استكشاف إمكانيات التكسير الهيدروليكي في ألمانيا من أجل أن تصبح أقل اعتمادا على إمدادات الغاز الطبيعي، مبينا أن التكسير يساهم بشكل كبير في تأمين الإمدادات في ألمانيا لعقود من الزمن. ومن المعلوم أن هذه الطريقة تلقى اعتراضات لمخاطرها البيئية، ولا يسمح بإجراء اي اختبار حفر.
في المقابل، قوبلت مبادرة كوبيكي لتشغيل نورد ستريم 2 على بحر البلطيق وفقا للمطالب الروسية بانتقادات من جميع الأحزاب، حتى إن سياسيين من حزب كوبيكي، بينهم ألكسندرغراف لامبسدورف، لم يتقبلوا فكرته، وكتب على تويتر: "إذا شُغّل نورد ستريم 2، فان ألمانيا ستدمر بمفردها الإجماع السياسي في الناتو والاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر سيكون بمثابة كارثة".