تشهد أسعار البنزين ارتفاعاً في الولايات المتحدة الأميركية، بالتزامن مع سلسلة من الأعطال في مصاف للتكرير، والتي تعيق الإمدادات في أحد أكبر مراكز الوقود وتصديره في العالم على ساحل الخليج الأميركي.
وارتفعت العقود الآجلة للبنزين تسليم شهر سبتمبر/أيلول المقبل عند التسوية، يوم الجمعة، بنسبة 0.2% إلى 2.887 دولار للغالون (يعادل 3.78 لترات)، بعد أن لامست 2.925 دولار، خلال تداولات نفس اليوم.
وفي حين أن العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي زادت بنحو 2% منذ بداية العام، فقد قفزت عقود البنزين بأكثر من 15% خلال نفس الفترة، وفق وكالة بلومبيرغ. مشيرة إلى أن إغلاق مصفاة لويزيانا، يزيد من حالات استنزاف المخزونات في منطقة ساحل الخليج، والتي تقل بالفعل بنسبة 6% عن متوسط الخمس سنوات لهذا الوقت من العام.
وتتقلص الإمدادات في الوقت الذي يتجه فيه ساحل الخليج الأميركي إلى أكثر فترات موسم الأعاصير ازدحاماً في المحيط الأطلسي، الأمر الذي تسبب في اضطرابات ممتدة لعمليات التكرير في الماضي.
والأربعاء الماضي، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير تراجعت في الأسبوع المنتهي في 23 يوليو/تموز الجاري. وانخفضت مخزونات النفط الخام 600 ألف برميل إلى 456.8 مليون برميل، وهبطت مخزونات البنزين 786 ألف برميل إلى 217.6 مليون برميل.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله، إن البيت الأبيض يراقب ارتفاع أسعار الوقود "بعناية شديدة"، حيث يُطلع كبار المستشارين، الرئيس جو بايدن، بانتظام على الوضع.
وإذا ارتفعت الأسعار إلى مستوى يرى الرئيس أن الاستجابة ضرورية، فقد تختار الإدارة الأميركية إما التوقف عن شراء النفط من السوق المفتوحة لإعادة ملء احتياطيات الطوارئ في البلاد أو السعي للحصول على إنتاج أعلى من أكبر منتجي النفط العالميين مثل المملكة العربية السعودية.
ولا يزال من غير الواضح ما هو مستوى السعر الذي قد يؤدي إلى مثل هذه الاستجابة، في حين أن أسعار الوقود حالياً أقل بكثير مما كانت عليه في الصيف الماضي. ويلقي المحللون باللوم على مزيج من تخفيضات الإمدادات النفطية المتزايدة من قبل منظمة أوبك وروسيا، والحرارة الشديدة، فضلاً عن التفاؤل بشأن وضع الاقتصاد العالمي.