استمع إلى الملخص
- تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة مع تهديدات إسرائيل تجاه إيران، يثير مخاوف من تأثيرات على البنية التحتية للطاقة وإغلاق محتمل لمضيق هرمز، مما قد يؤثر على الدول المستوردة مثل مصر.
- رغم امتلاء مخازن الغاز في أوروبا بنسبة 95%، إلا أن التوترات والطقس البارد المتوقع في نوفمبر قد يزيدان الطلب على الغاز الطبيعي المسال ويدعمان الأسعار.
تذبذبت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، مع موازنة المتداولين بين الزيادة الأخيرة في الإمدادات المنقولة بحراً، مقابل مخاوف الصراع في الشرق الأوسط، وتأثيرها المحتمل على الأسواق. وتأرجحت العقود المستقبلية المعيارية بين مكاسب وخسائر، أمس الأربعاء، بعد إغلاقها منخفضة بنسبة 1.4% في اليوم السابق.
وأظهرت البيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن التدفقات من محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال في شمال غرب أوروبا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ إبريل/ نيسان في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتعرّضت أسعار الغاز للتقلب خلال الشهر الجاري، بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع مراقبة المتعاملين للتطورات في المنطقة. وقالت إسرائيل إنها ستتخذ قرارها الخاص بشأن كيفية مهاجمة إيران، مما يترك الاحتمالات مفتوحة لاستهداف البنية التحتية للطاقة، وذلك بعد أن ذكرت صحف أميركية، قبل أيام، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أبلغ حليفه الأميركي جو بايدن أنه يعتزم ضرب الجيش الإيراني، وليس البنية التحتية الإيرانية النووية والنفطية.
بالنسبة لأسواق الغاز، من المحتمل أن يؤدي تصعيد الصراع إلى تأثر الدول المستوردة مثل مصر، مما يزيد من المنافسة العالمية على شحنات الوقود. أما الخطر الرئيسي فهو إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من الشحنات العالمية من النفط والغاز الطبيعي المسال.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير، أمس، إن "التوترات الجيوسياسية تكشف عن جوانب الضعف في نظام الطاقة العالمي". وفي حين أن أسعار الطاقة بعيدة كل البعد عن الذروة التي وصلت إليها خلال أزمة عام 2022، "لا يزال خطر تقلب الأسعار حاضراً بقوة".
ومن المرجح تقلب الأسعار حول 40 يورو لكل ميغاواط في الساعة (وحدة قياس أوروبية) في الوقت الحالي، مدعومة بالطلب على الغاز الطبيعي المسال في آسيا، كما ذكرت مؤسسة "كومرتس بنك إيه جي" المصرفية في مذكرة هذا الأسبوع.
ونجحت ارتفاعات الأسعار الأخيرة في جذب مزيد من الشحنات إلى القارة، وتحول مسار العديد من سفن الغاز الطبيعي المسال من آسيا إليها منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وتأتي التوترات في الشرق الأوسط في وقت تشير بعض توقعات الطقس إلى بداية باردة لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مما قد يرفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال ويدعم الأسعار.
ورغم أن مواقع تخزين الغاز في أوروبا ممتلئة بنسبة 95%، وهي أعلى من المتوسطات الموسمية، فإن هذا المستوى يقل قليلاً عما كان عليه المخزون في الفترة نفسها من العام الماضي، وشهدت بعض البلدان سحباً صافياً من المخزون بكمية طفيفة مؤخراً، وسط موجة من البرد.