وسط مخاوف من حدوث اضطرابات سياسية في العديد من الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا والمنطقة العربية بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، حذرت الأمم المتحدة من مجاعة في عدد من الدول. وحسب بيانات الأمم المتحدة، ارتفعت تكاليف الغذاء إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ومن المقرر أن تشهد المزيد من الارتفاع، ما يعمق مشاكل المستوردين ويدفع المزيد من الناس إلى الجوع.
وقالت وكالة بلومبيرغ في تقرير، اليوم الاثنين، إن المواطنين في الدول النامية يلقون باللوم على الحكومات في ارتفاع أسعار الخبز. وحسب بيانات مجلس القمح العالمي، تعد كل من روسيا وأوكرانيا من كبريات الدول المنتجة للقمح إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا. ويبلغ إجمالي حصص روسيا وأوكرانيا من صادرات القمح العالمية 25 بالمئة في 2019. وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، إذ ارتفعت صادراتها بنسبة 8.5 بالمئة عام 2021 مقارنة بالعام السابق له، لتبلغ قيمتها 8.8 مليارات دولار. كما تعد أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح في العالم. وتبلغ قيمة صادرات أوكرانيا من القمح 3.1 مليارات دولار في 2019. وتعد كل من تركيا ومصر من كبار مستوردي القمح من الدولتين. وما يضاعف أزمة الغذاء العالمية حدوث جفاف في بعض الدول المنتجة.
وفي الأسواق، ارتفع سعر القمح خلال تعاملات الاثنين إلى الحد الأقصى للارتفاع اليومي لليوم السادس على التوالي، مع صعود أسعار كل السلع الأساسية في ظل تصعيد روسيا حربها في أوكرانيا. وارتفعت العقود الآجلة للقمح تسليم مايو/آيار بنسبة 7.03% إلى 12.94 دولاراً للبوشل في التعاملات الصباحية ببورصة شيكاغو، حسب وكالة بلومبيرغ. وتتداول أسعار القمح عند أعلى مستوياتها منذ أزمة الغذاء العالمية في عام 2008، وقد تتجاوز هذا المستوى خلال الأسبوع الحالي.
واضطر المزارعون الأوكرانيون بسبب الحرب إلى إهمال حقولهم، حيث يفرّ مئات الآلاف أو يقاتلون أو يحاولون البقاء على قيد الحياة. وعلى الرغم من أن المواد الزراعية غير داخلة في قائمة الحظر الغربية على روسيا، إلا أن السفن الناقلة تواجه معضلة إغلاق الموانئ التي تصدر القمح وغيره من المواد الغذائية الأساسية إلى جميع أنحاء العالم، كما تسود مخاوف من أن روسيا قد ترد على العقوبات الغربية بوقف صادرات الحبوب.