أصحاب بسطات الخضار في إدلب يعانون لهذه الأسباب

28 أكتوبر 2024
بسطة خضار في مدينة الدانا السورية، 28 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعتبر بسطات بيع الخضار والفاكهة في شمال غرب سورية وسيلة شائعة لتأمين دخل للعديد من الباحثين عن العمل، حيث توفر فرصة للعمل دون تكاليف إيجارات المحلات المرتفعة، مما يجعلها خياراً جذاباً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

- تواجه البسطات تحديات مثل تدخل البلديات لإزالتها وتنظيم الأنشطة التجارية، مما يسبب عدم استقرار للباعة، بالإضافة إلى تحديات الطقس القاسي ومطاردة البلدية.

- تعتبر البسطات خياراً اقتصادياً للمستهلكين بأسعار أقل، لكنها تؤدي أحياناً إلى الازدحام، وتسعى البلديات لتنظيمها عبر تخصيص مواقع بديلة لدعم الاقتصاد المحلي.

يشكل بيع الخضار والفاكهة على بسطات في الشوارع والأرصفة في شمال غرب سورية ملاذاً للكثير من الباحثين عن العمل، خاصةً ممن لا يملكون مهناً ثابتة أو يجدون صعوبة في إيجاد فرص عمل مناسبة، وتعد هذه البسطات وسيلة لتأمين دخل من دون الحاجة إلى تحمل تكاليف إيجارات المحلات المرتفعة، مما يجعلها خياراً شائعاً في إدلب التي تعاني معدلات بطالة مرتفعة وظروفاً اقتصادية صعبة.

من ناحية أخرى، تتدخل البلديات في تلك البسطات حيث تقوم بإزالتها لإشغالها الأرصفة على أن ذلك جزء من تنظيم الأنشطة التجارية في الأماكن العامة، والحد من الازدحام على الأرصفة، وضمان أمان المارة، لكن هذه الإجراءات تشعر الباعة بعدم الاستقرار، خاصة إذا كانت هذه البسطات مصدر رزقهم الرئيسي.

وقال رامز الخلف وهو أحد بائعي الخضار على البسطات في مدينة الدانا شمال إدلب إنه بدأ هذا العمل منذ ثلاث سنوات حين فقد عمله في البناء بسبب ظروف صحية وإصابته بأمراض الديسك، حيث يتيح له البيع على البسطات دخلاً بسيطاً ويسد بعض احتياجات أسرته المتزايدة. وعن جملة التحديات التي تواجهه أثناء عمله، مضيفاً أن "التحديات كثيرة، من البرد الشديد في الشتاء إلى الحرارة العالية في الصيف، إلى مطاردة البلدية لي أحياناً، لكن أكبر مشكلة هي عدم الاستقرار، فلا أعرف متى يمكن أن تزال البسطة".

عادة ما يقصد الأهالي البسطات للشراء منها باعتبارها أرخص من المحلات ما يوفر عليهم دفع أموال إضافية، وهو ما أشار إليه أسامة البرغوث أحد زبائن البسطات، قائلاً إن "الأسعار هنا أرخص، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، أستطيع شراء كمية أكبر مما يمكنني شراؤها في المحلات، فمثلاً أشتري كيلو غرام البطاطا هنا بتسع ليرات تركية بينما اشتريتها بـ13 ليرة تركية من المحل".

وأشار إلى أن البسطات توفر ملاذاً مهماً للعديد من العاطلين عن العمل، وهي جزء هام من الاقتصاد غير الرسمي الذي يسد ثغرات أساسية في سوق العمل، خاصة في الأوقات الصعبة. ويرى أن البسطات تضيف حركة وتنوعاً، خاصة للناس الذين يعتمدون عليها، وتتيح للسكان الحصول على الخضار والفواكه بأسعار مناسبة، " لكنها أحياناً تؤدي إلى الازدحام، خاصةً إذا كانت قريبة من المدارس أو أماكن المرور الكثيف".

وعن تأثير وجود البسطات بجوار محلات بيع الخضار والفاكهة ومنافستها لها قال صاحب أحد المحلات أيمن عشموط إن تلك البسطات تؤثر على حركة البيع لديهم لأن الأسعار في البسطات تكون أقل، لكنه يتفهم ظروف الباعة ومحاولتهم جني لقمة العيش، ويقترح أن يكون الحل في تنظيم المواقع بحيث يستفيد الجميع. ويقول إن "التنظيم مهم لأنه يحافظ على شكل الشارع ويحد من الفوضى، ربما يمكن للبلدية تخصيص مواقع قريبة أو جمع الباعة في سوق شعبي، حتى لا يتضرر أصحاب المحلات الذين يدفعون إيجارات ويضطرون إلى رفع الأسعار قليلاً مقارنة بأسعار البسطات".

من جهة أخرى قال رئيس بلدية مدينة إدلب علي عاصي لـ"العربي الجديد" إن بسطات بيع الخضار والفاكهة على الأرصفة يعتبر مخالفة تندرج ضمن مخالفات إشغالات الأرصفة والطرق، ونتيجة للشكاوى المقدمة من أصحاب المحلات والمواطنين، تستجيب البلدية وترفع الضرر عن صاحب المحل أو المتضرر من وجود هذه البسطات.

وأوضح أن "ظاهرة البسطات كثرت نتيجة غياب عمل الضابطة الشرطية في الفترات السابقة، حيث تعتبر البسطات مظهراً غير حضاري في مدينة كمدينة إدلب يقصدها جميع سكان المحرر"، مؤكداً سعي البلدية جاهدة لتأمين أسواق شعبية بديلة لأصحاب البسطات قائلاً: "نعمل على إيجاد أماكن مخصصة لهم، ونخطط لزيادة عدد الأسواق الشعبية وتطوير أسواق مؤقتة بحيث تسمح للباعة بالعمل من دون إعاقة حركة المرور، هدفنا هو التوفيق بين التنظيم ودعم الاقتصاد المحلي".

المساهمون