حققت أسعار النفط مكاسب قوية خلال يناير/كانون الثاني، ليسجل خام برنت أفضل أداء له في نفس الشهر على مدار 30 عاماً، وسط مؤشرات على تزايد الطلب العالمي على الخام، واستمرار التوترات في شرق أوروبا والشرق الأوسط.
وكسر خام برنت القياسي حاجز الـ 90 دولاراً للبرميل خلال تعاملات الإثنين، لتتجاوز مكاسبه 17% خلال يناير/كانون الثاني، لتعد الأعلى في نحو عام. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ليقترب من 88 دولاراً للبرميل.
ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية قرب أوكرانيا، يتزايد القلق من أنّ موسكو قد تتجه لغزو جارتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى قلب تدفقات الطاقة، وفق تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
هجمات الحوثيين على أبوظبي
كذلك، يتحسب السوق للوضع في الشرق الأوسط، بعدما أعلنت الإمارات، الإثنين، أنّها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته جماعة الحوثي اليمنية، في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ في أول زيارة من نوعها.
وتكررت هجمات الحوثيين على أبوظبي الغنية بالنفط خلال الأسابيع الأخيرة، ما يزيد مخاوف الأسواق العالمية حيال إمدادات النفط.
وتوقعت بنوك استثمار عالمية أن يصل سعر النفط الخام إلى 100 دولار للبرميل في غضون أشهر قليلة، وأن يتجاوز 125 دولاراً بنهاية العام.
وتوقع محللون في قطاع الطاقة، أن تظلّ الأسعار مرتفعة هذا الأسبوع مع توقع أن تبقي مجموعة "أوبك+" التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها من كبار المنتجين خارج المنظمة على رأسهم روسيا، على سياستها القائمة لزيادة الإنتاج تدريجياً.
وتجتمع أبرز الدول المنتجة للنفط، الأربعاء، عبر الفيديو، في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها المجموعة منذ هزَّ وباء كورونا الأسواق مطلع عام 2020.
تعافي الاقتصاد العالمي
واعتبرت لويز ديكسن، المحللة لدى شركة "رايستاد إنرجي" وفق وكالة "فرانس برس" أنّ "القصور في أداء تحالف أوبك+ وتقاعسه يؤديان إلى ارتفاع أسعار النفط فيما لم تنفّذ المجموعة أهدافها المعلنة في الإنتاج".
وأضافت أنّ التحالف "تمسّك بدور سلبي في الحوار رغم الضغط الخارجي، خصوصاً من الولايات المتحدة، لزيادة الإنتاج وخفض أسعار الوقود".
ومع استمرار تعافي النشاط الاقتصادي العالمي من الضربة التي سببتها جائحة كورونا، فإنّ أسواق المنتجات البترولية تزدهر، بما في ذلك البنزين.