من المقرر أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم بحلول 2022، لتتجاوز قطر وأستراليا، وقد تظلّ تحمل هذا اللقب لسنوات قادمة.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تصل الصادرات الأميركية من الغاز الطبيعي المسال إلى 11.5 مليار قدم مكعب يومياً في 2022.
وتمثل هذه الكمية نحو 22 بالمئة من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال الذي من المتوقع أن يصل إلى 53.3 مليار قدم مكعب يومياً بحلول العام المقبل، حسبما قال محللون من بنك غولدمان ساكس، لتتجاوز الولايات المتحدة بذلك أستراليا وقطر، وهما أكبر مصدّرين للغاز الطبيعي المسال في الوقت الراهن.
وفيما كانت الصين واقتصادات كبرى أخرى في أوروبا وآسيا تصارع للحصول على إمدادات كافية للتدفئة وتوليد الطاقة، كانت الولايات المتحدة تجلس على مخزون ضخم من الإمدادات سينمو أيضاً خلال السنوات المقبلة.
ويسجل الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال مستويات قياسية كل عام منذ 2015، ويرجع السبب في ذلك غالباً إلى الطلب المتزايد في الصين وبقية الدول الآسيوية.
ووفقاً لبيانات سابقة لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن ثورة الغاز الطبيعي الصخري في الولايات المتحدة رفعت صادرات الغاز المسال الأميركي من أقل من مليار قدم مكعبة في عام 2015 إلى 10.8 مليارات قدم مكعبة تشحن عبر الحاويات إلى 40 دولة من دول العالم، وذلك بنهاية عام 2020.
ولكن بعد المسافات وارتفاع أسعار الشحن بين الولايات المتحدة وأسواق الاستهلاك الرئيسية في العالم، قد يسبب عامل ضغط على الصادرات الأميركية، في حين أن أستراليا وقطر أقرب إلى تلك الأسواق. لكن من جانب آخر، يمثل ارتفاع الطلب العالمي عامل داعم لصادرات الغاز المسال الأميركية.
ويرتفع فارق سعر تأجير حاويات الغاز المسال بين أميركا إلى أوروبا وبينها وبين آسيا بنحو 64.250 ألف دولار في اليوم، حسب بيانات سابقة لشركة فيلكس الأميركية المتخصصة في الغاز الطبيعي المسال.
وتشير البيانات إلى أن أسعار الشحن المرتفعة تُسهم كثيراً في ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال، حيث إن سعر شحنة غاز طبيعي مسال قيمتها 20 مليون دولار تشحن من ميناء هنري في الولايات المتحدة، ترتفع قيمتها إلى 120 مليون دولار حينما تصل إلى أوروبا، وترتفع قيمتها إلى 144 مليون دولار حينما تصل إلى اليابان.
وتتوقع الشركة المتخصصة في استثمار ناقلات الغاز المسال أن تتواصل هذه الأسعار القياسية لشحن الغاز المسال حتى عام 2023.
وهنالك أربع دول كبرى تتنافس بقوة في تجارة الغاز المسال، وهي قطر التي تخطط لرفع إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40 في المئة إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول 2026، وتتصدر حالياً قائمة مصدّري الغاز في العالم بحصة سوقية بلغت نحو 21%.
وثانية هذه الدول، الولايات المتحدة التي تواصل تطوير صناعة الغاز المسال الحديثة، بحصة 19%. وثالثتها أستراليا بحصة 20%. أما روسيا، فتستهدف زيادة حصتها السوقية من 7% حالياً إلى 15% بحلول عام 2025.
(رويترز، العربي الجديد)