قالت وزارة الطاقة الأميركية، إنها تراقب التأثيرات المحتملة على إمدادات الطاقة في البلاد، بعد إغلاق أكبر شبكة أنابيب لنقل الوقود في الولايات المتحدة إثر هجوم إلكتروني، فيما أعلنت مجموعة "كولونيال بايبلاين" المسؤولة عن تشغيل هذه الأنابيب أنها تسعى لاستئناف نقل المنتجات المكررة بعد توقف كل عملياتها منذ الجمعة الماضي.
وذكر متحدث باسم وزارة الطاقة، "تنسق وزارة الطاقة الأميركية مع شركة كولونيال بايبلاين وصناعة الطاقة والولايات والشركاء عبر الوكالات لدعم جهود التصدي لهذا الحادث".
وأضاف: "تعمل وزارة الطاقة أيضا عن كثب مع مجالس التنسيق في قطاع الطاقة وتبادل معلومات الطاقة ومراكز التحليل وتراقب أي تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة".
من جانبها، قالت مجموعة "كولونيال بايبلاين" التي تنقل البنزين والديزل عبر خطوط أنابيب يبلغ طولها أكثر من 8800 كيلومتر عبر الولايات المتحدة إنه "في الوقت الحالي هدفنا الرئيسي هو إصلاح خدماتنا بأمان وكفاءة للعودة إلى العمل الطبيعي".
و"كولونيال بايبلاين" هي أكبر مشغل لخطوط أنابيب المنتجات المكررة في الولايات المتحدة وتنقل أكثر من 380 مليون لتر من زيت الوقود يومياً إلى شمال شرق البلاد. وهي تنقل الوقود المستهلك في الساحل الشرقي الأميركي.
وقالت المجموعة في بيان، إن "شركة كولونيال بايبلاين علمت في السابع من مايو/ أيار أنها ضحية هجوم متعلق بالأمن المعلوماتي".
واضافت: "أوقفنا تشغيل بعض أنظمتنا كإجراء احترازي لاحتواء التهديد، ما أدى إلى توقف مؤقت لكل عمليات خطوط الأنابيب وأثر على بعض أنظمة تكنولوجيا المعلومات لدينا".
وتشغّل "كولونيال بايبلاين" شبكة من خطوط الأنابيب ممتدة من المصافي على ساحل خليج المكسيك حول هيوستن في ولاية تكساس، إلى منطقة نيويورك في شمال شرق الولايات المتحدة.
وقالت المجموعة إنها استعانت بشركة "رائدة" للأمن الإلكتروني لحل المشكلة وفتحت تحقيقًا في طبيعة الحادث وحجمه. وأضافت: "اتصلنا بالشرطة ووكالات فدرالية أخرى".
وأوضحت أن الحادث يتعلق ببرنامج "رانسوم وير"، وهو رمز يستغل الثغرات الأمنية لتشفير أنظمة الكمبيوتر والمطالبة بفدية لفتحها.
وقال ايريك غولدشتاين نائب مدير "وكالة أمن البنية التحتية والأمن الإلكتروني" في رسالة إلكترونية لوكالة فرانس برس إن الوكالة "على اتصال بالشركة وشركاء آخرين داخل المؤسسات في هذا الشأن".
وأضاف المسؤول في الوكالة الأميركية المكلفة أمن البنى التحتية والشبكة الإلكترونية في الولايات المتحدة أن الهجوم "يكشف التهديد الذي تشكله برامج الفدية للمؤسسات بمعزل عن حجمها أو الصناعة التي تعمل فيها".
وقال: "نشجع كل منظمة على اتخاذ خطوات لتعزيز الأمن الإلكتروني للحد من خطر تعرضها لمثل هذه التهديدات".
وقال آندي ليبوو، الخبير في سوق النفط ورئيس الشركة الاستشارية "ليبو أويل أسوشييتس" إن "المنطقة الأكثر تضررا ستكون بالتيمور-واشنطن وكذلك كارولينا الشمالية والجنوبية وجورجيا وألاباما".
وصرح ليبو لفرانس برس بأن "المشكلة لا تؤثر على البلاد بأكملها بل منطقة الوسط الأطلسي وجزء من الجنوب الشرقي".
وأوضح ليبو أن تأثير الهجوم "يعتمد على المدة التي سيستغرقها"، مشيرا إلى أن "خط الأنابيب يقوم بتسليم المنتجات المكررة كل خمسة أيام".
وأضاف: "إذا تم إغلاق خط الأنابيب ليوم أو يومين فهذه مشكلة بسيطة. أما إذا بقي خارج الخدمة لأربعة أو خمسة أيام، فسنواجه نقصا في نقاط التسليم سيبدأ بالتأثير على محطات الوقود".
هذا إلى جانب المطارات. فبعد أربعة أو خمسة أيام، سيكون على المطارات في بالتيمور وأتلانتا وشارلوت أو حتى ناشفيل أن تجد طريقة للتزود بالكيروسين لتتمكن شركات الطيران من مواصلة جداول رحلاتها، حسب ليبو.
وهزت هجمات إلكترونية عدة الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، بينها اختراق هائل لشركة "سولار ويندز" التي تعنى بنشر برامج إدارة تكنولوجيا المعلومات، أثر على آلاف شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأميركية.
وحملت إدارة بايدن روسيا مسؤولية الهجمات وفرضت على موسكو عقوبات مالية وطردت دبلوماسيين.
وقال ليبو: "إذا أعيد فتح سوق العقود الآجلة للنفط مساء اليوم الأحد وكان خط الأنابيب مغلقا، فسيرتفع سعر برميل النفط ببين ثلاثة وخمسة سنتات".
وكان سعر برميل خام تكساس الوسيط تسليم يونيو/ حزيران ارتفع بنسبة 0.29% إلى 64.9 دولارا مع ورود الأنباء عن مشاكل فنية في خط أنابيب "كولونيال بايبلاين" مساء الجمعة.