توقعت شركة وود ماكنزي لأبحاث واستشارات الطاقة العالمية، أن تضاعف الولايات المتحدة الأميركية صادرات الغاز الطبيعي المسال ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2033، وسط تزايد الطلب العالمي ورغبة المشترين، خاصة في أوروبا، إلى تنويع مصادر الإمدادات وخفض الكلف المالية.
وأشارت الشركة، وفق موقع أويل برايس الأميركي المتخصص في الطاقة، إلى أن صادرات الغاز الأميركية ستستمر في النمو خلال السنوات العشر المقبلة، لتصل إلى 29 مليار قدم مكعب يومياً، مقابل 11 ملياراً حالياً.
وأصبحت الولايات المتحدة، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في النصف الأول من العام الجاري، حيث تسارعت الإمدادات إلى أوروبا وسط أزمة أوكرانيا، وذلك وفق بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في يوليو/تموز الماضي.
وبحسب إدارة معلومات الطاقة، ارتفعت صادرات أميركا من الغاز بنسبة 12% إلى متوسط بلغ 11.2 مليار قدم مكعبة يومياً بنهاية يونيو/حزيران، مشيرة إلى أن حوالي 71% من الصادرات ذهبت إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على مدار الأشهر الخمسة الأولى فقط من العام.
وقال دوليس وانغ، مدير أبحاث الغاز في "وود ماكنزي": "نظراً لأن أوروبا تنوع مصادر إمداد أكثر أماناً، ويسعى المشترون الدوليون في جميع أنحاء العالم إلى إمدادات موثوقة منخفضة التكلفة، فإن أميركا الشمالية تستعد لتحقيق ذلك".
ومع استفادتها من تقليص وجود الغاز الروسي في أوروبا، شحنت الولايات المتحدة كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال إلى القارة الباردة على مدار الأشهر الأخيرة، لمساعدة حلفائها في الاتحاد الأوروبي في جهودهم ملء مخزون الغاز قبل الشتاء.
ولأول مرة على الإطلاق، استورد الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران غازاً طبيعياً مسالاً من الولايات المتحدة أكثر من الغاز عبر خط أنابيب من روسيا، حيث خفضت موسكو إمداداتها إلى أوروبا.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية استمرار النمو في صادرات الغاز الطبيعي المسال العام المقبل 2023، مشيرة في تقرير لها في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إلى أنه: "على الرغم من أن مخزونات التخزين في أوروبا ممتلئة الآن إلى حد كبير، إلا أنها ستظل تتطلب كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في الأشهر المقبلة للحفاظ على إمدادات كافية في فصل الشتاء".
ومن المقرر أن تنمو القدرة التصديرية للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة حتى عام 2025، حيث بدأ إنشاء ثلاثة مشاريع مؤخراً. وبمجرد اكتمالها، ستعمل المشاريع الثلاثة على توسيع قدرة التصدير بمقدار 5.7 مليارات قدم مكعب يومياً، حسبما أشارت إدارة الأثر البيئي في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.