تبدو أوروبا قلقة من احتمال انتصار روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتتجه لإصدار سندات مشتركة بترليون يورو لتعزيز قوتها الدفاعية، حسب تقرير بوكالة بلومبيرغ اليوم الأحد. ووفق التقرير، يحث مستثمرو السندات زعماء الاتحاد الأوروبي على توحيد جهودهم بشأن الإنفاق الدفاعي ووضع برنامج سندات الكتلة المقترحة بقيمة تريليون يورو لتعزيز قواتهم العسكرية موضع التنفيذ.
ولا يزال ساسة الاتحاد الأوروبي مختلفون حول ما إذا كان ينبغي تعزيز القدرات العسكرية المشتركة من خلال إصدار سندات مشتركة بقيمة ترليون دولار. ويطالب مديرو الصناديق الااستثمارية المتعطشون للأوراق المالية ذات التصنيف الممتاز AAA بمزيد من الإصدارات الأوروبية الخاصة بالإنفاق الدفاعي.
ويشير المستثمرون إلى أن هذه الأدوات من شأنها أن تعزز الإنفاق الدفاعي الذي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لمواجهة العداء الروسي، ولكن من دون تحميل المزيد من الديون على الدول الأعضاء بشكل فردي. كما يرى المستثمرون أن سندات الاتحاد الأوروبي ستدفع علاوة على السندات السيادية ذات التصنيف المماثل، وفق ما ذكرت "بلومبيرغ".
في الصدد، قال مدير المحفظة في بارينجز الذي لديه حيازة من ديون الاتحاد الأوروبي بريان مانجويرو: "المستثمرون متعطشون لهذه السندات".
ووفق التقرير، فقد بدأ حل برنامج تعزيز الإنفاق الدفاعي عبر إصدار سندات مشتركة يؤخذ على محمل الجد في بعض عواصم الكتلة الأوروبية، حيث يحذر مسؤولو الأمن الأوروبيون من أن موسكو يمكن أن تنتقل إلى استهداف أراضيهم، إذا ضمنت النصر في أوكرانيا، في حين أن السندات ستنهي النقص المستمر منذ عقود في الإنفاق العسكري الأوروبي. ويرى محللون أن القارة غير مستعدة حالياً للدفاع عن نفسها ولديها نقص في الأسلحة بشكل خطير. ويذكر أن أوروبا تتخوف من انسحاب أميركا من حلف شمال الأطلسي"ناتو" في السنوات المقبلة.
ووصف المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني الاقتراض المشترك، الشهر الماضي، بأنه "طريقة سليمة" للتعامل مع الأزمات. وتحظى خطة "السندات الدفاعية المشتركة" بدعم الدول التي لديها صناعات دفاعية جيدة مثل فرنسا والدول القريبة جغرافيا من روسيا مثل إستونيا، ولكن الخطة تواجه معارضة من الدول الأوروبية المتحفظة مالياً.
وأحد الأسباب التي تجعل المستثمرين يحثون الرافضين على التغلب على هذه التحفظات هو أن الأوراق المالية ذات التصنيف AAA تحظى بتقدير كبير، وتستفيد في الوقت الراهن من تجريد الولايات المتحدة من تصنيفها الأعلى في العام الماضي. ومن المتوقع أن تدفع السندات المشتركة للمستثمرين عائدات أعلى قليلاً من تلك التي تدفعها ألمانيا ذات التصنيف المتساوي، وحتى أعلى من فرنسا ذات التصنيف الأقل.