سياحة بلا كربون لماذا لا تسعى إلى أن تكون سائحاً واعياً بقضايا المناخ هذا الصيف؟ إن فعلت ذلك، ستكون قد لعبت دوراً مهماً في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية. تشير تقديرات صادرة عن منظمة السياحة العالمية إلى أنّ نحو 10% من الانبعاثات الكربونية تأتي من قطاع السياحة.
لذا مع التوجهات الدولية لخفض انبعاثات الكربون، والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر، تقع مسؤولية كبيرة على السياح، لاختيار مناطق تعرف باهتمامها بالسياحة المستدامة، إذ يمكن للزائر الاستفادة من رحلة ممتعة، وفي الوقت نفسه، يكون جزءاً لدعم البيئة.
تقييم ما يجعل بلداً ما بأكمله مستداماً يعد مهمة شاقة، ورغم ذلك، فهناك العديد من الوجهات التي باتت تعلن أنها مناطق صديقة للبيئة، وتضع معايير مختلفة للحفاظ على بيئتها، لذا إن كنتم تخططون للسفر، وتبحثون عن مناطق تتمتع بمعايير بيئية عالية، إليكم هذه الأماكن وتكاليفها.
المرتفعات الاسكتلندية
لطالما شكلت اسكتلندا بالفعل منطقة جذب لكافة السياح، خاصة الزوار الذين يفضلون الوجهات البيئية. سواء كنتم تتناولون الطعام أو تزورون المعالم أو تتسوقون، ستجدون الكثير من الطرق للقيام بجولة في المدينة بطريقة مستدامة.
يوجد في مدينة غلاسكو عاصمة اسكتلندا ما يقرب من 100 متنزه وحديقة، إضافة إلى وجود مئات المسارات القديمة ذات الطابع التراثي، ولذا يعد السير على الأقدام أو استخدام الدرجات الهوائية أكثر الأنشطة التي يمكن ممارستها لاكتشاف جمال المدينة، مع صفر انبعاثات.
من يبحث عن العادات والتقاليد، ويسعى إلى البحث عن منتجات زراعية وأطعمة عضوية، عليه بزيارة كوينز بارك، فهي نقطة محورية للناس على الجانب الجنوبي من المدينة، حيث تستضيف أسواق المزارعين المنتظمة والفعاليات المناسبة للأسرة.
الإقامة في الفنادق الخضراء من أكثر النشاطات متعة، لأنها تساعد السياح على اكتشاف نمط آخر من الراحة، إذ كل ما يمكن أن يستخدمه الزائر في الفندق هو إنتاج عضوي، وبأسعار تصل إلى 40 دولاراً في الليلة الواحدة.
بوتان الهادئة
لا تزال مملكة بوتان في القارة الآسيوية جوهرة مخفية، وجاذبة في آن معاً، ببساطة لأنّ هذه الدولة الصغيرة نجحت في استقطاب محبي البيئة والتأمل من حول العالم. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن رؤيتها أو القيام به. تشتهر بوتان بأنّها بلد الجبال الخلابة وأسعد الناس.
يدفع الناس الفضول إلى زيارة بوتان لاكتشاف أسرار هذه الدولة، فهي تضم العديد من الوديان والجبال الخلابة، ولعل أشهرها وادي بارو ووادي ثيمفو ووادي بوناخا. ويعد وادي بارو الأشهر لأنّه موطن للأديرة المشيدة بالزخرفة والمتحف الوطني والأشجار الصنوبرية، كما أنّه واحد من أكثر وديان بوتان خضرة وثمراً، إذ تنتج حقوله الأرز الأحمر.
الرحلة إلى هناك تتضمن زيارة الكثير من الوجهات، لعل أبرزها زيارة بوناكا حيث يوجد تمثال بوذا دوردينما، الذي يُعد أكبر تمثال لبوذا في العالم، فهو مصنوع من النحاس ومُرصع بالذهب وفيه 125 ألف تمثال صغير لبوذا الذهبي، إضافة إلى إمكانية التجديف في المياه البيضاء في البحيرات المنتشرة هناك، بتكاليف لا تتعدى 10 دولارات يومياً.
جبال سلوفينيا الطبية
في هذا البلد الصغير الواقع في وسط أوروبا يمكنكم اكتشاف طابع مختلف للسياحة البيئية والطبيعية، مع مشاهد الجبال الشاهقة المزينة بأكواخ القش الخشبية، ما قد يجعل زيارة هذا البلد أكثر من مجرد سياحة ترفيهية. يعد أكثر من عُشر الريف في البلاد من المحميات الرسمية، ويمكن للسياح زيارة الريف والإقامة هناك في بيوت الضيافة البسيطة المبنية من الأحجار القديمة.
ويقصد السياح، خاصة نشطاء البيئة، سهول بانونيا حيث المياه الحرارية، إذ يمكن أن تعالج العديد من الأمراض، وعادة ما يفضلون التخييم في الكروم المنتشرة. وبالنسبة للأطعمة، هناك المطاعم الصديقة للبيئة، حيث يسعى الطهاة إلى استخدام الطاقة النظيفة والأطعمة العضوية، لذا قد تكون ملاذاً رائعاً لتجربة فرصة الاستمتاع بالمأكولات التقليدية.
يعمل السلوفينيون باستمرار على صنع العجائب مع المكونات المحلية، لذا فإنّ الكثير من مطاعمهم التقليدية حصلت على نجمات ميشلان، ولعل أبرزها مطعم زلاتا لاديكا Zlata Ladjica الواقع في قلب العاصمة وهو مكان إقامة تم تجديده عمره 400 عام على ضفاف النهر في المركز المرصوف بالحصى المعروف أيضاً بمطعمه العضوي.
السياحة في مدغشقر
تعد مدغشقر كوكباً قائماً بحد ذاته، بعيدة جداً من تلوث الهواء، تسعى إلى جذب السياح والحصول على إيرادات مالية، من دون أن يضر ذلك بطبيعتها الخلابة، وتنوعها البيولوجي.
تنتظرك الغابات المطيرة البدائية غير المكتشفة في هذه الجزيرة الأفريقية العملاقة التي تستضيف مجموعة رائعة من شخصيات الحياة البرية التي لا يمكن رؤيتها في أي مكان آخر.
ربما اشتهرت مؤخراً بفيلم الرسوم المتحركة الذي يحمل نفس الاسم، ما ساعد الكثير من الزوار في التعرف عليها، والتخطيط لزيارتها.
رحلات السفاري، والتنزه في الغابات، أو حتى التجديف بمياه البحيرات، من أكثر الأنشطة التي ستعيدكم إلى عالم الطبيعة البكر.
في مدينة أنتاناناريفو المصنفة من أجمل المدن في البلاد وعاصمة مدغشقر البرّاقة، يمكنكم الانطلاق في قاعدة للرحلات الاستكشافية العديدة، ويطل مُجمع قصر روفا أنتاناناريفو على المدينة، وقد كان مركز مملكة ميرينا من القرن السابع عشر، يضم منازل خشبية مع مقابر ملكية، ويقع فيها قصر أندافيافاراتا ذو التصميم الباروكي، ويمكنكم التنزه هناك واكتشاف تاريخ هذه المدينة. لا تتخطى تكاليف الرحلة اليومية حاجز 15 دولاراً.