الانضمام إلى قائمة أغنى 1% ليس بالأمر السهل، لكنه صعب بشكل خاص في موناكو حيث يجب أن تبلغ ثروتك 8 ملايين دولار تقريباً، وفقاً لبحث أجرته شركة "نايت فرانك" للأبحاث والاستشارات العقارية في أكثر من عشرين دولة، وسيتم نشر تفاصيله الكاملة في 2 مارس/آذار المقبل. أما في سويسرا والولايات المتحدة فقد تحتاج حجماً أصغر من الثروة للدخول إلى نادي الأثرياء، حيث تتطلبان ثروات تبلغ 5.1 ملايين و 4.4 ملايين دولار، على التوالي.
تؤكد نتائج شركة "نايت فرانك"، بحسب وكالة "بلومبيرغ"، كيف أدى الوباء إلى توسيع الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة. نقطة الدخول إلى نادي أغنى 1% في موناكو أكبر بنحو 400 مرة من كينيا، وهي أدنى مرتبة من بين 30 موقعاً في دراسة نايت فرانك. يقدر البنك الدولي أن مليوني شخص في تلك الدولة الأفريقية قد وقعوا في براثن الفقر بسبب أزمة كورونا.
وفي الوقت نفسه، أضاف أغنى 500 شخص في العالم 1.8 تريليون دولار إلى ثرواتهم العام الماضي، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، حيث حقق رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة إيلون موسك وجيف بيزوس أكبر الأرباح.
تتصدر الولايات المتحدة عدد الأفراد فاحشي الثراء حتى مع ارتفاع نمو الثروة مؤخراً في آسيا والمحيط الهادئ مثل الصين وهونغ كونغ، وفقاً للتقرير. تبلغ ثروة أغنى المليارديرات في المنطقة الآن 2.7 تريليون دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ، أو أكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ في نهاية عام 2016.
انضم أكثر من 6 آلاف شخص إلى صفوف أصحاب الثراء الفاحش العام الماضي
ومن المتوقع أن تستمر منطقة آسيا والمحيط الهادئ في تجاوز النمو العالمي في الأفراد أصحاب الثروات الفائقة من عام 2020 إلى عام 2025، فقط ارتفع عدد الأشخاص الذين تجاوزت ثروتهم 30 مليون دولار بنسبة 33% بقيادة الهند وإندونيسيا، وفقاً لتقرير "نايت فرانك".
من المتوقع أيضاً أن تشهد سنغافورة طفرة، على الرغم من أنها بالفعل مركز العديد من فاحشي الثراء في العالم لأسباب تتراوح بين مستوى المعيشة المرتفع وقواعد الخصوصية الصارمة. يقوم مكتب عائلة سيرجي برين المؤسس المشارك لشركة Google بإنشاء فرع له في سنغافورة، بينما قام الملياردير البريطاني جيمس دايسون بنقل شركته الاستثمارية إلى هناك بالفعل.
ودفعت المكاسب الضخمة للأثرياء والتكاليف المتزايدة للحكومات الناتجة عن أزمة الفيروس بعض الدول إلى فرض أو استكشاف ضرائب الثروة. أشار أكثر من ثلث مستشاري الأفراد الأثرياء الذين شملهم الاستطلاع بتصريحات لـ"نايت فرانك" إلى القضايا الضريبية باعتبارها مصدر قلق رئيسي لعملائهم. فقد أنفقت الحكومات الكثير، فمن سيدفع مقابل كل هذا الإنفاق؟
في المملكة المتحدة مثلاً، أوصى ثلاثة خبراء اقتصاديين بارزين، بمن فيهم مستشار بوزارة الخزانة، بإدخال ضريبة لمرة واحدة على أي شخص لديه أصول تزيد عن 500 ألف جنيه إسترليني، بما في ذلك الممتلكات. تقترح لجنة ضريبة الثروات أن ضريبة 1% على هؤلاء الأفراد لمدة خمس سنوات يمكن أن تجمع 260 مليار جنيه استرليني، وهو ما يكفي لتغطية التكلفة الكاملة لتمويل القطاع الصحي لمدة عام.
ويُظهر تقرير الثروة، وفقاً لمقتطفات نشرتها "ذا غارديان" البريطانية، أنه على الرغم من الدمار الاقتصادي الذي أحدثه الوباء لملايين الأشخاص ذوي الدخل المتواضع، فإن أولئك الذين كانوا بالفعل أثرياء للغاية تمكنوا من زيادة ثرواتهم.
انضم أكثر من 6 آلاف شخص إلى صفوف أصحاب الثراء الفاحش العام الماضي، حيث تمكن من هم في أعلى 0.1% من زيادة ثرواتهم الهائلة بالفعل على الرغم من جائحة فيروس كورونا.
ارتفع عدد الأفراد أصحاب الثروات الفائقة الذين تزيد أصولهم عن 30 مليون دولار بنسبة 2.4% العام الماضي إلى 520 ألفًا على مستوى العالم.
من المتوقع أن يتضخم عدد هؤلاء بنسبة 27% أخرى إلى 663483 بحلول عام 2025، كما يقدر التقرير ، حيث يتم تحقيق ثروات ضخمة في الصين وإندونيسيا والهند. ومن المتوقع أن يرتفع عدد أصحاب ملايين الدولارات بنسبة 41% في نفس الفترة.
"آسيا هي مركز الثروة الرئيسي المستقبلي"، وفقاً لليام بيلي، رئيس أبحاث نايت فرانك العالمي، وقال بيلي إن الولايات المتحدة هي "مركز الثروة المهيمن في العالم وستظل كذلك خلال فترة توقعاتنا، لكن آسيا ستشهد أسرع نمو في أصحاب الثروات الكبيرة على مدى السنوات الخمس المقبلة. الصين هي مفتاح هذه الظاهرة مع نمو متوقع بنسبة 246% في السكان الأثرياء للغاية حتى عام 2025".