إنتاج النفط الليبي يرتفع إلى مستويات قياسية ويفوق 1.5 مليون برميل يومياً

30 نوفمبر 2024
حقل نفط ليبي تابع لشركة ريسبول الإسبانية (بنجامين لاوي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية عن تحقيق مستوى قياسي جديد في إنتاج النفط، حيث بلغ الإنتاج اليومي 1,589,047 برميلاً، بعد حل الخلافات السياسية المتعلقة بتعيين محافظ البنك المركزي.
- شهدت ليبيا عودة الشركات الكبرى مثل "إيني" و"بي بي"، مما يعزز الأمل في استقرار قطاع النفط، ويُعتبر هذا الإنتاج انتصاراً للاقتصاد الليبي رغم التوترات السياسية.
- تمتلك ليبيا احتياطيات نفطية كبيرة، تحتل المرتبة التاسعة عالمياً، وتُعرف بقدرتها على إنتاج النفط منخفض التكلفة رغم التحديات الجيوسياسية.

قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إنها وصلت إلى مستوى قياسي جديد في الإنتاج، إذ تضخ 1,386,030 برميلاً من النفط الليبي الخام والمكثفات يومياً، إلى جانب 203,017 برميلاً من مكافئ الغاز. وبذلك يصل إجمالي إنتاج ليبيا إلى 1,589,047 برميلاً يومياً، وهو ما يعد معلماً رئيسياً للدولة الغنية بالنفط، وفق ما أوردته، اليوم السبت، نشرة أويل برايس المتخصصة في الطاقة.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي لا تزال فيه أسعار النفط العالمية ثابتة نسبياً، حيث يتم تداول خام برنت عند 73.04 دولاراً للبرميل. كما يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 68.58 دولاراً. وفي الشهر الماضي، قالت شركة النفط الوطنية الليبية إنّ إنتاجها من النفط الليبي الخام انتعش إلى 1.3 مليون برميل يومياً بعد حلّ الخلاف السياسي حول تعيين محافظ جديد للبنك المركزي الليبي. ولم يأت ذلك إلا بعد تعليق إنتاج النفط الخام في معظم حقول النفط الليبية لأكثر من شهر، بدءاً من أواخر أغسطس/ آب الماضي.

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول، توصلت الفصائل المتنافسة على السلطة في ليبيا إلى اتفاق في محادثات بوساطة الأمم المتحدة بشأن انتخاب قيادة البنك المركزي، مما يمهد الطريق لاستعادة إنتاج النفط الليبي وصادراته. ووفق "أويل برايس"، تأتي الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط الليبي، بعد استئناف الإنتاج على نطاق واسع في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، إثر الجهود التي بذلتها البلاد لتحقيق الاستقرار في العمليات، بعد أن أدت النزاعات السياسية وحصار الحقول إلى تعطيل الإنتاج في وقت سابق من هذا العام. وقد سمح الحل المؤقت لهذه القضايا لليبيا بزيادة الإنتاج باطراد من خلال إعادة أكبر حقولها إلى التشغيل الكامل.

ولا تزال صناعة النفط الليبي معرّضة لخطر الإغلاق بسبب التوترات السياسية المستمرة. ولكن مع عودة الشركات الكبرى مثل "إيني" الإيطالية و"بي بي" البريطانية إلى ليبيا، هناك أمل في أن يستمر الاستقرار في التحسن. وفي الوقت الحالي، يعد هذا الإنتاج القياسي بمثابة فوز للاقتصاد الليبي وعلامة على أن قطاع النفط يستعيد زخمه، حتى في الوقت الذي تواجه فيه السوق الأوسع حالة من عدم اليقين.

ووفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، تتمتع ليبيا باحتياطيات نفطية كبيرة، وتحتل المرتبة التاسعة عالمياً، حيث تمتلك ليبيا ما يقرب من 48.363 تريليون برميل من احتياطات النفط المؤكدة. وتشكل هذه الكمية نحو 2.93% من إجمالي احتياطي النفط في العالم. ويعني الحجم الكبير لهذه الاحتياطات أن ليبيا لديها ما يكفي من النفط لمدة 594 عاماً تقريباً عند مستويات الاستهلاك الحالية من دون احتساب أي اكتشافات جديدة أو احتياطيات غير مؤكدة.

غير أنّ ليبيا تستهلك كميات كبيرة من الخامات النفطية محلياً. وتم تسجيل الاستخدام اليومي لليبيا عند 223 ألف برميل يومياً اعتباراً من عام 2016. وهذا يضع ليبيا في المرتبة 53 بوصفها أكبر مستهلك للنفط عالمياً، ويمثل حوالي 0.2% من إجمالي الاستهلاك اليومي في العالم. ويبلغ نصيب الفرد من الاستهلاك حوالي 1.41 غالوناً للفرد يومياً؛ أي ما يعادل حوالي 515 غالوناً للفرد سنوياً، أو حوالي 12 برميلاً للفرد سنوياً.

واشتهرت ليبيا تاريخياً بقدراتها على إنتاج النفط منخفض التكلفة. وقد أبلغت بعض الحقول عن تكاليف منخفضة تصل إلى دولار واحد للبرميل. ومع ذلك، كان الحفاظ على مستويات الإنتاج يمثل تحدياً؛ بسبب انخفاض الإنتاج من الحقول الناضجة، والقضايا الجيوسياسية التي تؤثر على الاستكشاف والتطوير.

المساهمون