قال معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، اليوم الاثنين، إن إيرادات السياحة التركية حققت قفزة قياسية بنسبة 23.1% وبلغت 12.98 مليار دولار في الربع الثاني، من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران من العام، مشيراً إلى أن ما نسبته 14.5% من الدخل السياحي جاء من المواطنين المقيمين في الخارج الذين زاروا تركيا.
ويضيف المعهد الحكومي التركي أن عدد الزوار المغادرين من تركيا ارتفع بنسبة 17.2% في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، وبلغ 13 مليوناً و995 ألفاً 495 زائراً، فيما كان 12% من الزوار من المواطنين المقيمين في الخارج، وبلغ عددهم مليوناً 676 ألفاً و147 شخصاً.
وبين المعهد أن متوسط إنفاق الزائرين المغادرين من تركيا في هذا الربع 112 دولارًا في الليلة. وبلغ متوسط الإنفاق الليلي للمواطنين المقيمين في الخارج 83 دولاراً.
وحسب معهد الاحصاء التركي، زادت النفقات الرياضية والتعليمية والثقافية بنسبة 158.2%، وزادت نفقات الطعام والشراب بنسبة 45.4%، وزادت نفقات النقل الدولي بنسبة 38.6%، لتأتي زيارة الأقارب والأصدقاء في المرتبة الثانية من الإنفاق بنسبة 18.6%، وحل "التسوق" في المرتبة الثالثة بنسبة 5.1%.
ومن ناحية أخرى، جاء المواطنون المقيمون في الخارج إلى تركيا في الغالب لغرض "زيارة الأقارب والأصدقاء" بنسبة 69.7%.
وارتفع الإنفاق السياحي العام، الذي يتكون من إنفاق الأتراك والمقيمين في الدولة على زيارة الدول الأخرى، بنسبة 67% مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، وأصبح ملياراً و766 مليوناً 639 ألف دولار، كان منها 1 مليار و611 مليوناً و638 ألف دولار شخصية و 155 مليون دولار نفقات على الرحلات السياحية.
وفي حين لم يكشف المعهد التركي، اليوم، عن عدد السياح الذين زاروا تركيا خلال النصف الأول من العام الجاري، تكشف مصادر وزارة الثقافة والسياحة التركية أن عدد السياح حتى نهاية نيسان/إبريل بلغ 11مليونا و93 ألف سائح، بارتفاع بنسبة 27.51% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 مقارنة مع الفترة نفسها من 2022.
وأوضحت الوزارة أن عدد السياح ارتفع من 9 ملايين و533 ألفا و933 إلى 11 مليونا و93 ألفا و247 في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى إبريل/ نيسان بالنسبة للعامين 2022 و2023.
ويرى مدير شركة سياحية بمنطقة تقسيم، محموت ألتن باش، أن عدد السياح هذا العام أقل من عددهم العام الماضي، مستدلاً من شغور أماكن الفنادق وتراجع الحجوزات، عازياً الأسباب إلى ارتفاع الأسعار في تركيا والزلزال الذي ضرب البلاد في شباط الماضي.
ويضيف ألتن باش لـ"العربي الجديد" أن عام 2019 لم يزل قياسياً في تركيا، قبل أن يخيّم وباء كورونا.
وتتطلع تركيا لكسر أرقام ذلك العام، الذي وصلت فيه عائدات السياحة إلى نحو 35 مليار دولار، رغم ما يقال عن سياحة العام الماضي وتحقيقها أعلى من رقم 2019 وبلوغ العائدات 46 مليار دولار، بعد استقطاب أكثر من 42 مليون سائح.
ويشير المتخصص ألتن باش إلى صعوبة وصول السياحة هذا العام إلى ما توقعته الوزارة سابقاً، باستقطاب 60 مليون أجنبي عام 2023، قبل أن يصل إلى 90 مليوناً عام 2028. وقدّرت الحكومة التركية أن الدخل الوارد من السياحة سيرتفع إلى 56 مليار دولار هذا العام و100 مليار دولار بعد 5 سنوات من الآن.
وبرر ألتن باش ذلك قائلاً: "لأن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم، حتى الدول الأوروبية، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، أثرت بشكل كبير على السياحة بتركيا، فالروس كانوا أكثر السائحين بنحو 5 ملايين سنوياً، كما أن الاعتماد كبير على أوروبا، في حين أن الاستهداف اليوم هو للمنطقة العربية وجنوب آسيا".
ويساهم قطاع السياحة بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي التركي، ويعمل فيه حوالي 1.7 مليون شخص في خدمات الإقامة والطعام بحسب إحصائيات عام 2022، أي ما يعادل حوالي 5% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.
ويقول العامل بالقطاع السياحي فهري أيت، لـ"العربي الجديد"، إن أشهر الذروة لم تأت بعد، متوقعاً ارتفاع عدد السياح بتركيا عمّا كان عليه العام الماضي، كما ارتفاع أعداد ومجموعات السياحة العلاجية هذا العام بنحو 25% عن العام السابق، وقت زاد من جاء لزرع الشعر فقط مليون سائح وبلغت عائدات السياحة العلاجية 4 مليارات دولار.
وحول أثر التضخم وارتفاع الأسعار على جذب السياح، يرى أيت أن "المكسب مع السياح" لأن الأسعار زادت بالليرة التركية في حين أن حائزي الدولار واليورو سيشعرون أن الأسعار رخيصة بالمقارنة مع أي دولة سياحية في أوروبا.
يذكر أن تركيا، التي عوّلت العام الماضي على صادرات بقيمة 300 مليار دولار، لم تحقق منها سوى 254 ملياراً، وهي التي تعتمد على الصادرات والسياحة كجناحي وصولها إلى حلمها بدخول نادي العشرة الكبار.