كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ بلاده ستوقّع، غداً الخميس، خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كييف، اتفاقية تجارة حرّة مع تركيا، لافتاً خلال جلسة برلمانية، أمس الثلاثاء، إلى أنّ العلاقات التجارية مع تركيا تتقدّم بصورة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة.
وأشار زيلينسكي إلى أنّ العلاقات الجديدة في ظل التوترات مع روسيا "تشير للانتقال إلى مرتبة أعلى" بواقع سعي البلدين لزيادة حجم التبادل التجاري من نحو 5 مليارات دولار اليوم، إلى 10 مليارات دولار بعد الاتفاق وتنشيط الصادرات.
من جهتها، قالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إنّ هناك مسعى لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع تركيا "تأخذ في الاعتبار فوائد جميع القطاعات في أوكرانيا قدر الإمكان"، مضيفة، خلال تصريحات، أمس الثلاثاء، أنّ عالم الأعمال الأوكراني يؤيد الانفتاح على السوق التركي، كاشفة أنه تم إجراء 11 محادثة رسمية بشأن الاتفاقية منذ عام 2011.
ويرى المحلل التركي سمير صالحة أنّ مصالح بلاده تقتضي الانفتاح على الجميع، مع السعي المستمر لأخذ دور الوساطة ومنع نشوب حروب، لأنّ النزاعات المسلحة تضرّ بأمن المنطقة برمتها، ولن يخرج منها أي طرف رابحا.
وحول تصدير تركيا طائرات مسيّرة أخيراً إلى أوكرانيا، يرى صالحة، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ ذلك منفصل عن التوتر، مشيراً إلى أنّ تركيا تصدر أسلحة إلى دول عربية وأوروبية عدة، كما أنّ بلاده بلغت خلال العام الماضي المرتبة الخامسة بعد الصين وبولندا وألمانيا وروسيا من حيث حجم التجارة مع أوكرانيا، ما يعني أنّ الصادرات متنوعة وليست عسكرية فحسب.
ويضيف صالحة، متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أنّ بلاده تدير العلاقات مع الأطراف المتنازعة "بحرص وحكمة" من دون أن تبدو طرفاً بأي صراع محتمل. ففي حين سيزور الرئيس أردوغان غداً أوكرانيا، من المفترض أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا قريباً، ولعل الأهم بزيارة الرئيس أردوغان لكييف، بحسب صالحة، "هو سحب فتيل التوتر، إضافة لتوطيد العلاقات وتوقيع اتفاقات، منها التجارة الحرة".
ويؤكد صالحة أنّ علاقات بلاده مع روسيا "عميقة ومتنامية" رغم بعض الملفات الخلافية، مشيراً إلى أنّ حجم التبادل التجاري يزيد عن 25 مليار دولار، وهناك تطلعات لبلوغه 100 مليار، فضلاً عن المشاريع العملاقة المشتركة، وأهمها السيل التركي لنقل الغاز الروسي، ومحطة "آق قويو" النووية في ولاية مرسين.