تشهد أسواق الكويت نقصاً غير مسبوق في البيض، بسبب توقف عدد كبير من المزارع عن الإنتاج في ظل إعدام كميات من الدجاج إثر انتشار إنفلونزا الطيور مؤخراً، حتى أضحى العثور على هذه السلعة في الجمعيات الاستهلاكية أو الأسواق والمتاجر الموازية ضرباً من المستحيل في الأيام الأخيرة.
وقال ناصر النبهان، الذي يعمل مديراً في هيئة الزراعة الكويتية لـ"العربي الجديد" إنّ إنتاج المزارع الكويتية من البيض انخفض من نحو 3 ملايين بيضة يومياً إلى حوالي مليون فقط، مضيفاً أنّ وزارة التجارة والصناعة قررت وقف التصدير وتعزيز الاستيراد لتلبية احتياجات السوق، غير أنّ تداعيات جائحة كورونا بما فيها فرض حظر التجول الجزئي في البلاد، أثرت في سلاسل التوريد.
وأشار النبهان إلى أنّ هناك شحنات كبيرة تم التعاقد عليها خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تصل في غضون أيام، ما يعيد التوازن إلى السوق بنهاية إبريل/ نيسان الجاري.
وتشير بيانات حديثة صادرة من اتحاد الجمعيات التعاونية، إلى أنّ الاستهلاك اليومي من البيض يبلغ نحو 90 ألف كرتونة (عبوة تحوي 30 بيضة) في المتوسط، غير أنّ الإقبال على الشراء تزايد إلى 130 ألف كرتونة يومياً مع قرار الحكومة فرض حظر التجول الجزئي قبل بضعة أسابيع.
وقال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية، فهد الكشتي، لـ"العربي الجديد" إنّ الكميات المعروضة في الأسواق تغطي بالكاد 30% من حاجة المستهلكين، داعياً المواطنين والمقيمين إلى عدم شراء أكثر من حاجتهم. وتوقع انفراج الأزمة خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى تفاوض الاتحاد مع شركات سعودية على استيراد كميات كبيرة من بيض المائدة ليتم طرحها بالأسعار التي تحددها وزارة التجارة والصناعة.
لكنّ الخبير الاقتصادي الكويتي، حجاج بوخضور، قال إنّ من الممكن استمرار مشكلة قلة المعروض من البيض الطازج في الأسواق، لأكثر من 3 أشهر، وهي المدة التي تحتاجها بعض الشركات المحلية المنتجة للبيض، لتعود إلى سابق عهدها في الإنتاج.
وأضاف بوخضور في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أنّه سيكون من الصعب توفير احتياجات السوق المحلية في ظلّ الفارق الكبير بين الإنتاج والاستهلاك، في ظلّ ظروف جائحة كورونا، واستمرار فرض حظر التجول الجزئي.
وتفاعل المغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أزمة البيض، فنشر بعضهم مقاطع فيديو عدة للأرفف الخالية من هذه السلعة، كما طالبوا الحكومة بالعمل على توفير السلع الأساسية وتنظيم عملية الشراء وفرض رقابة على الأسعار.