ارتفعت أسعار اللحوم بكافة أنواعها في مناطق شمال سورية، الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني، منذ حوالي أسبوع، نتيجة أسباب عديدة، في مقدمتها ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية المواشي على المربين، الأمر الذي أدى إلى تراجع حركة البيع، في الوقت الذي يعاني فيه سكان المنطقة من ضعف المدخول اليومي.
رئيس اتحاد تعاونيات "دارة عزة" المهندس مصطفى عمو قال إن السبب في غلاء اللحوم هو ارتفاع أسعار الأعلاف وتراجع تربية المواشي نتيجة خسارة المربين في الأعوام السابقة، واتجاههم للهجرة أو لاتباع أعمال أخرى.
وأضاف عمو متحدثاً لـ"العربي الجديد": "تعود هذه الخسارة لارتفاع الأسعار على المربين من أدوية بيطرية وأعلاف، إضافة إلى ضيق المساحات الرعوية والكثافة السكانية، وأيضا إلى اتجاه ما بقي من المزارعين في الشمال للزراعات العطرية، حيث أثرت هذه الزراعات سلبا على المربين".
وتابع: "في الفترات الأخيرة شهدنا تحركات من وزارة الزراعة، إذ قامت بتشجيع المزارعين على زراعة القمح، فكانت للأمر آثار إيجابية"، مضيفا أن "الوزارة تقدم حاليا جميع المستلزمات للمزارع، من بذور وأسمدة ومبيدات ومحروقات على شكل قرض يتم استيفاؤه من المزارع آخر العام بعد الحصاد".
وتسبب ارتفاع الأسعار بحرمان الكثير من العوائل من اللحوم، سواء الحمراء أو البيضاء، نظرا لتراوح يوميات عمال المياومة ما بين 30 و50 ليرة تركية، لذلك يكون من الصعب عليهم شراء اللحوم. (الدولار = 18.57 ليرة تركية).
وقال إبراهيم الدرويش، وهو مهجر يقيم في مخيمات شمالي سورية، لـ"العربي الجديد"، إنه غير قادر على شراء اللحم لعائلته المكونة من 4 أفراد، بسبب ارتفاع الأسعار، حيث أشار إلى أن "سعر كيلوغرام اللحم الأحمر في الوقت الحالي يبلغ 120 ليرة تركية، وهذا يجعله غير متاح للعوائل الفقيرة، التي بالكاد تستطيع شراء بعض الأغذية لتلبية الحاجة اليومية فقط".
وهناك أسباب إضافية لارتفاع الأسعار تحدث عنها عمر الخالد، وهو صاحب ملحمة في منطقة أعزاز، حيث أكد لـ"العربي الجديد"، أن فقدان المراعي وأسعار الأعلاف المرتفعة وقلة عدد الأغنام في المنطقة عوامل ساهمت في رفع السعر.
وأوضح الخالد أن "حركة البيع قليلة جدا، ومعظم الزبائن يشترون بمبالغ قليلة تراوح ما بين 10 و25 ليرة تركية، والكمية المباعة قليلة جدا"، وذكر أن "ما ساهم أيضا في زيادة الأسعار عمليات تهريب الأغنام إلى مناطق سيطرة النظام السوري والعراق".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه "سابقا كان سعر كيلوغرام الخروف الحي يصل لنحو 40 ليرة، لكن في الوقت الحالي يباع بـ50 ليرة تركية، فيما زاد سعر كيلوغرام لحم العجل إلى 110 ليرات تركية".
بدوره، أوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أن الكثير من مربي الأغنام في مناطق شمال سورية توجهوا إلى مناطق سيطرة النظام السوري بما يملكون من ماشية، وهذا ساهم في خفض عدد رؤوس الماشية في مناطق شمالي سورية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية.
وأوضح المصدر المحلي أن "قلة عدد المواشي ساهمت في رفع السعر، وأيضا ارتفعت أسعار لحوم الدجاج بشكل كبير نتيجة ارتفاع تكاليف التربية، وتراجع سعر صرف الليرة التركية"، وأكد أن "سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الفروج يصل الآن لنحو 50 ليرة تركية".
ولفت المصدر إلى أن العائلة الصغيرة المكونة من خمسة أفراد تعيش بالحد الأدنى للدخل، كون الأجرة اليومية للعامل ترواح ما بين 30 و50 ليرة تركية، وهذه المبالغ بالكاد تكفي لشراء الحد الأدنى من الخبز، إضافة لمستلزمات الغذاء اليومي، وكل الظروف تمنع السكان من شراء اللحوم بأنواعها.