استقرت أسعار النفط اليوم الاثنين على على ارتفاع النفط عند 111.5 دولارا لبرميل خام برنت، وسط مخاوف من شح المعروض.
واقترب خام برنت هذا العام من أعلى مستوى له منذ 2008 عندما سجل 147 دولارا للبرميل في الوقت الذي زاد فيه الغزو الروسي لأوكرانيا من المخاوف بشأن الإمدادات.
نقص الإمدادات
يأتي ذلك وسط توقعات بتضرر الإمدادات هذا الأسبوع، بعد أن أظهرت بيانات حديثة أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لم تحقق هدفها من زيادة الإنتاج في يونيو/ حزيران الماضي، كما تضرر إنتاج الإكوادور، العضو في أوبك، جراء اضطرابات، وإعلانات القوة القاهرة في حقول نفط بليبيا، والإضراب المرتقب في النرويج لعمال النفط والغاز غدا الثلاثاء.
وقال ستيفن بيرنوك من شركة (بي.في.إم) للسمسرة النفطية لوكالة "رويترز"، إن "هذه الخلفية من الانقطاعات المتزايدة للإمدادات تتعارض مع نقص محتمل في فائض الطاقة الإنتاجية بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط... وإذا لم تشهد السوق إنتاجا نفطيا جديدا في وقت قريب سترتفع الأسعار حتما".
عقوبات على النفط الروسي
أما العامل الأهم لارتفاع الأسعار ربما لأرقام غير مسبوقة فهو تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على النفط الروسي، وقرار مجموعة السبع الاتفاق على تحديد سقف لأسعار الخام الروسي، وسعي المجموعة للضغط على مستوردين رئيسيين كالصين والهند للاستجابة للقرار.
والفكرة من وراء هذا السقف هي ربط الخدمات المالية وخدمات التأمين وشحنات النفط بسقف سعري. ولا يمكن للموردين أو المستوردين الحصول عليها إلا إذا التزموا بالسعر الأقصى المحدد للنفط الروسي.
كما يمكن للحظر المفروض من الاتحاد الأوروبي على شركات التأمين وإعادة التأمين الأوروبية لتغطية النقل البحري للنفط الروسي بغض النظر عن وجهته، أن يزيد من وطأة العقوبات على موسكو التي تبحث عن منافذ أخرى، علماً أنه أقل إثارة للانتباه من الحظر التدريجي على الخام.
ولفت المحلل في كوميرسبنك، كارستن فريتش، في مذكرة، إلى أن الإجراء الذي فرض في الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي في مطلع حزيران/يونيو، له "عواقب أكبر على سوق النفط من حظر" النفط نفسه.
فقد مُنحت شركات التأمين الأوروبية مهلة حتى نهاية العام لتطبيقه على العقود الحالية، ويتوقع انضمام المهنيين البريطانيين، الأمر الذي "من المحتمل أن يؤثر (تصاعدياً) على الأسعار"، وفق تصريحات الرئيس العالمي لتأمين شحن البضائع في مارش، ماركوس بيكر لوكالة "فرانس برس".
خفض الإمدادات الروسية بمقدار 3 ملايين برميل سيرفع أسعار خام لندن القياسي إلى 190 دولارًا ، في حين أن السيناريو الأسوأ البالغ 5 ملايين قد يعني 380 دولارًا للخام
وحوالي 90 إلى 95 بالمئة من سوق التأمين "بي أند إي" في أيدي شركات تأمين من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وفق تقدير العديد من المتخصصين في المجال.
380 دولاراً لبرميل النفط
ووفقا للبنك، فإن خفض الإمدادات اليومية بمقدار 3 ملايين برميل سيرفع أسعار خام لندن القياسي إلى 190 دولارًا ، في حين أن السيناريو الأسوأ البالغ 5 ملايين قد يعني 380 دولارًا للخام.
كما حذر محللون من أن الخطة الغربية قد تأتي بنتائج عكسية، وقال تاماس فارغا من شركة "بي.في.إم" للسمسرة في مجال النفط لـ"رويترز" إن بوتين، على سبيل المثال، يمكن أن يقرر خفض صادرات الطاقة ردا على ذلك، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويمكن لبعض الدول مثل الصين أن تجد حلولا بديلة.
وارتفع إنتاج روسيا من النفط بنحو خمسة في المئة في يونيو/ حزيران إلى 1.46 مليون طن يوميا، أو ما يعادل 10.7 ملايين برميل يوميا.