قالت وزارة العمل الأميركية، اليوم الخميس، إن سوق العمل بأميركا حافظت على قوتها مع اقتراب شهر سبتمبر/أيلول من نهايته، حيث بقيت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية قريبة من أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وبلغ إجمالي الطلبات الأولية لإعانات البطالة المعدلة موسميًا 207 آلاف للأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر، بزيادة ألفين فقط عن الفترة السابقة، وبانخفاض عن تقديرات المحللين، التي انتظرت تلقي 210 آلاف طلب.
ولم تتغير طلبات الإعانة المستمرة إلا قليلاً عند 1.664 مليون، فجاءت أقل من تقديرات مؤسسة "فاكت ست" المعنية بتحليل البيانات، والتي توقعت وصولها إلى 1.68 مليون طلب.
وانخفض المتوسط المتحرك للطلبات لمدة أربعة أسابيع، الذي يحيد التقلبات الشديدة، إلى 208,750، بانخفاض قدره 2500 طلب.
وبعد صدور التقرير، واصلت أسعار الأسهم الأميركية تراجعها، بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات. وارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات، شديدة الأهمية في عدة أسواق بأميركا، ثلاث نقاط أساس، ليسجل 4.76%.
ويأتي التقرير في وقت حرج للاقتصاد الأميركي، حيث يعكف مجلس الاحتياط الفيدرالي حالياً على دراسة العديد من المتغيرات، في محاولة لإعداد صياغة محكمة للسياسة النقدية في البلاد، في وقتٍ زادت فيه توقعات دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود، بينما تستمر محاولات كبح جماح التضخم.
ويشعر مسؤولو البنك المركزي الأكبر في العالم بالقلق من استمرار اشتعال سوق العمل، بصورة تعوق جهود القضاء التام على التضخم، ما قد يجبر البنك على اتخاذ المزيد من قرارات رفع الفائدة.
وكانت عوائد سندات الخزانة الأميركية قد سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من عقدين هذا الأسبوع، بعد تصريحات من مسؤولي بنك الاحتياط الفيدرالي.
وشهدت أسواق الأسهم موجات بيع كبيرة، خلال الأسابيع الماضية، عصفت بمؤشراتها الرئيسية، حيث تسببت بيانات حديثة في تزايد احتمالات رفع الفائدة الأميركية من جديد قبل نهاية العام الحالي، مع ترجيح إبقائها عند مستوياتها المرتفعة لفترات أطول مما كلنت التوقعات من قبل. وكان شهر سبتمبر الماضي هو أسوأ شهور العام لمؤشرات الأسهم الرئيسية بأميركا.
وحالياً، تشير العقود الآجلة إلى توقعات بنسبة تقل عن 40% برفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام. وحذر مسؤولو البنك الفيدرالي مؤخرًا من أنه "على الرغم من أن توقعات الزيادة غير مؤكدة، إلا أنهم يؤكدون أن الفائدة ستظل مرتفعة".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزارة العمل عن زيادة غير متوقعة في فرص العمل، ما أشار إلى أن أصحاب العمل لا يزالون يواجهون مشكلة في شغل الوظائف الشاغرة.
ومع ذلك، قال شركة "أوتوماتيك داتا بروسيسنغ"، المزود العالمي لحلول الأعمال، أمس الأربعاء، إن جداول الرواتب بالقطاع الخاص ارتفعت بمقدار صافي 89,000 فقط، وهو أقل بكثير من توقعات وول ستريت.
وتأتي كل تلك البيانات قبل تقرير الوظائف غير الزراعية شديد الأهمية، والمنتظر صدوره غداً الجمعة، والذي من المتوقع أن يظهر زيادة قدرها 170 ألف وظيفة في سبتمبر، بانخفاض من 187 ألف في أغسطس/ آب.