سجلت مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية، ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الفقر والجوع والبطالة، وسط ضعف في الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان والنازحين في المنطقة، من دون إيجاد حلول تنهي مأساة قاطني المخيمات في تلك المنطقة، لا سيما أن عدد المخيمات والنازحين ازداد بعد كارثة الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير/ شباط العام الجاري.
وقال فريق "منسقو استجابة سوريا" في تقريره الأخير إن حد الفقر المعترف به، ارتفع إلى قيمة 5,018 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع، ارتفع إلى قيمة 3,790 ليرة تركية، مُشيراً إلى أن حد الفقر ازداد إلى مستويات جديدة بنسبة 1.22 في المائة مما يرفع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر إلى 89.24 في المائة.
ولفت الفريق إلى أن حد الجوع ازداد إلى مستوى جديد بارتفاع 1.34 في المائة مما يرفع نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع إلى 39.64 في المائة، منوهاً بأن معدلات البطالة بين المدنيين تزداد بنسب مرتفعة للغاية حيث زادت مؤشرات البطالة عن شهر آذار/ مارس 2.3 في المائة بعد فقدان أكثر من 11,372 عائلة مصادر دخلها نتيجة الزلزال الأخير الذي تعرضت له المنطقة، ووصلت نسبة البطالة العامة إلى 87.3 في المائة.
وقال المواطن سمير عبد السميع، في حديث لـ "العربي الجديد": "أُقيم في مخيم قرب بلدة الدانا شمال إدلب، اليوم هناك ارتفاع أسعار كبير في المنطقة وتراجع للدخل، أنا كعامل يوميا أتقاضى 60 إلى 70 ليرة تركية، هذا المبلغ لا يكفي لسد متطلبات أسرة مكونة من 5 افراد".
وأضاف عبد السميع: "اليوم سعر كيلو البصل تجاوز 18 ليرة تركية كذلك البندورة تجاوز سعر النوعية المتوسطة منها 12 ليرة. في أفضل الأحوال إذا عملت لمدة شهر دون انقطاع يصل دخلي لنحو 2000 ليرة تركية وهذا أمر صعب للغاية خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة".
وبين عبد السميع: "اليوم العائلة بالكاد تكفيهم 2000 ليرة تركية مع ما قد تحصل عليه من مساعدات إنسانية غذائية لتلبية متطلبات الطعام فقط. الوضع صعب للغاية وهناك ارتفاع في الأسعار وتراجع في الدخل وقلة في فرص العمل، المنطقة بها عدد كبير من السكان وفرص العمل تكاد تنعدم".
وكان "منسقو الاستجابة" قد أكدوا أن أعداد الشاحنات الأممية الوافدة عبر المعابر الثلاثة "باب الهوى، وباب السلامة، والراعي" منذ أحداث الزلزال في المنطقة بلغ 1202 شاحنة فقط، تشكل 80 في المائة منها للمشاريع القديمة، و20 في المائة فقط لمتضرري الزلزال.