اقتصاد لبنان "صفر" إثر العدوان الإسرائيلي الموسّع

08 أكتوبر 2024
ضاحية بيروت الجنوبية، 8 أكتوبر 2024 (حسين بيضون)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهد الاقتصاد اللبناني تدهوراً كبيراً بسبب توسع العدوان الإسرائيلي ليشمل مناطق جنوب البلاد والبقاع وبيروت، مما أدى إلى مغادرة السياح وإجلاء الرعايا الأجانب والعرب، وإغلاق العديد من المؤسسات السياحية.
- عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعات لمعالجة تداعيات النزوح، مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون بين اللبنانيين للحفاظ على الدورة الاقتصادية.
- دعا الوزير السابق محمد شقير إلى انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية لحماية لبنان وإنقاذ الاقتصاد المتعثر.

شهد اقتصاد لبنان شللاً تاماً منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي توسِعة عدوانه بعدما كان محصوراً طوال 11 شهراً بالقرى الحدودية. وطاولت غارات الاحتلال مناطق جنوبي البلاد والبقاع وبيروت، دافعة إلى مغادرة السوّاح الذين كان هناك تعويل كبير عليهم في فترة الصيف للإنعاش وتحسين العجلة الاقتصادية، عدا عن إجلاء الرعايا الأجانب والعرب وتعليق جميع الشركات رحلاتها الجوية باستثناء طيران الشرق الأوسط.

وكانت الفترة الأولى من موسم الصيف تشهد حركة سواح كثيفة رغم الحرب التي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع إحياء مهرجانات واسعة أعادت إنعاش البلد اقتصادياً بعد أزمة مالية حادة ضربته منذ أواخر عام 2019.

بيد أن ما حصل في الأسابيع الأخيرة بدءاً من مجزرتي تفجيرات أجهزة الاتصال، وتوسعة العدوان خصوصاً على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال قادة في حزب الله بينهم الأمين العام حسن نصر الله، وانطلاق محاولات الاحتلال الإسرائيلي الغزو برياً، أدى إلى إقفال العديد من المؤسسات السياحية عدا عن تضرّر قسم كبير منها بفعل الغارات العنيفة، في حين لم تشهد تلك التي قرّرت إبقاء أبوابها مفتوحة في المناطق التي لا تزال تُعد آمنة أي حركة تُذكر في ظلّ قلق الناس، وخطورة تنقلاتها على وقع التحليق المكثف لطيران الاحتلال، ما أوقعها في خسائر كبيرة.

على وقع العدوان الإسرائيلي الموسَّع على الأراضي اللبنانية عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء سلسلة اجتماعات اقتصادية ومالية في إطار معالجة الملفات الراهنة وتداعيات النزوح الذي تخطى عتبة المليون ومائتي ألف نازح.

أزمة اقتصاد لبنان

وفي جولة قام بها "العربي الجديد" على عددٍ من المطاعم والمقاهي في مناطق بكسروان، على الساحل اللبناني، وهي تعد من المناطق شبه الآمنة والبعيدة من القصف على بيروت، كانت غالبيتها شبه فارغة وخالية من الزبائن بعدما كانت تعجّ بهم في الفترة الماضية، وقال أحد أصحابها "الحركة بالكاد تسجل، بعض الزبائن يأتون في فترة بعد الظهر قبل اشتداد القصف مساءً، ومنهم من يأتي فقط في عطلة الأسبوع للترفيه وتنشق بعض الهواء والابتعاد عن الأجواء السياسية والأمنية المتشنجة"، مضيفاً "كل الحفلات توقفت في البلاد والسهرات احتراماً لما يحصل، وفي ظلّ عدم تسجيل أي حجوزات تذكر، خصوصاً أن العدد الأكبر منها كان يقام في بيروت التي تشهد اليوم قصفاً مستمراً على مدار اليوم".

وفي السياق، اجتمع رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي مع وفد موسع من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير، بحضور الوزير السابق نقولا نحاس.

وقال ميقاتي "لقد مررنا بظروف صعبة، وفي بعض الأوقات كانت قوتنا بضعفنا، أما اليوم فإنّ قوتنا بوحدتنا، تعلمون أننا نأمل الانتهاء من هذا العدوان في أسرع وقتٍ ممكنٍ، والمطلوب في هذه المرحلة أن نتعاون جميعاً نحن اللبنانيين ونبحث في كيفية التعاون مع بعضنا البعض، لكي تبقى الدورة الاقتصادية قائمة بما يساعد في مواجهة ما نعاني منه".

‏بعد الاجتماع، قال شقير "في أيام الأزمات السابقة كنا نقول هناك تراجع بحدود 30 و40% في النمو الاقتصادي، أما اليوم فأستطيع أن اؤكد أنّ الاقتصاد صفر، ما عدا بعض المؤسسات المعنية بالمواد الغذائية، ولكن نحن في القطاع الخاص نحاول أن نبقى صامدين لكي نمرّر هذه المرحلة الصعبة".

وأضاف "أكدنا مع ميقاتي أمرين أساسيّين: الأول وجوب انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقتٍ ممكن، وأنا مستغرب بكل صراحة أنّ بعض الأشخاص يضعون العراقيل في هذا الموضوع رغم الوضع الذي نمر فيه، فهل ننتظر أنّ يحترق البلد بأكمله لا سمح الله، أو ننتظر مصائب أكبر كي ننتخب رئيساً للجمهورية. ونتمنى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وأن نضع العقد والمشكلات والأنانية الشخصية جانباً لكي نستطيع إنقاذ البلد".

أما الأمر الثاني، "فقد أكدنا أن لا شيء يحمي لبنان إلا وحدتنا الوطنية، فيجب أن نحافظ على هذه الوحدة لكي تبقى قوية، وأن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وما رأيناه يؤكد أن لا ملاذ لنا سوى الدولة".

المساهمون