في أول أيام الأسبوع، وبعيداً عن الأحداث المأساوية في إقليم غزة المحاصر، عاودت الأسهم الأميركية ارتفاعها، في انتظار مجموعة من تقارير أرباح الشركات التي يتوقع صدورها قريباً، والتي يسود تفاؤل كبير بشأنها، بصورة عامة.
وبنهاية تعاملات يوم الاثنين، عوضت مؤشرات الأسهم الرئيسية خسارة يوم الجمعة، حيث قفز مؤشر داو جونز الصناعي 314 نقطة، مثلت 0.93% من قيمته، ومنحت المؤشر الأشهر في العالم أفضل أيامه منذ شهر سبتمبر/أيلول.
وارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.06%، بينما وصلت المكاسب في مؤشر ناسداك إلى 1.20%، كما ارتفعت كافة مؤشرات إس أند بي الأحد عشر الفرعية، والخاصة بقطاعات الاقتصاد المختلفة.
ويستعد نحو 11% من الشركات المكونة لمؤشر إس أند بي لإعلان نتائجها هذا الأسبوع، وتأتي في مقدمتها شركات "جونسون أند جونسون"، و"بنك أوف أميركا"، و"نتفليكس"، و"تسلا".
وفي أوروبا، بدأت الأسهم تعاملات الأسبوع على ارتفاع اليوم الاثنين، مدعومة بمكاسب قطاعي المالية والتعدين، في حين ظل المستثمرون عازفين عن المخاطرة وسط احتمالات تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% عند نهاية تعاملات اليوم، إذ قادت أسهم شركات التعدين والبيع بالتجزئة المكاسب.
وواصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة يوم الاثنين بعد فشل الجهود الدبلوماسية في ترتيب وقف لإطلاق النار، للسماح للمواطنين الأجانب بالمغادرة وإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت "رويترز" إن مؤشر التقلبات على مؤشر ستوكس الأوروبي سجل أعلى مستوى له في ثمانية أسابيع، في وقت سابق من الجلسة.
وارتفع مؤشر التعدين 1.8% مع ارتفاع أسعار المعادن الأساسية بفضل الآمال في زيادة الطلب من الصين، كما عززت مكاسب المؤشر زيادة سهم شركة "إس.إس.إيه.بي" 2.4% بعدما رفع بنك "جيه.بي مورغان" تصنيف سهم شركة الصلب السويدية.
وزادت أسهم الشركات المالية 1% مع ارتفاع سهم "يو.بي.إس" 1.9٪ بعدما رفع بنك "آر.بي.سي" الكندي تصنيف سهم البنك السويسري، كما ارتفع مؤشر "فايننشال تايمز" البريطاني 0.6%.
وأدى القلق من قوة سوق العمل في منطقة اليورو، والمخاوف من الصراع في الشرق الأوسط، إلى جعل المستثمرين في حالة توتر في الآونة الأخيرة، رغم أن تصريحات صانعي السياسة في مجلس الاحتياط الفيدرالي بشأن التيسير النقدي هدأت بعض المخاوف.
وتراجعت العقود الآجلة للنفط بأكثر من دولار للبرميل، اليوم الاثنين، مع زيادة التوقعات بقرب توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع فنزويلا، يخفف العقوبات على صادراتها من النفط الخام. وقال تجار إن الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لا يهدد إمدادات النفط على المدى القصير في ما يبدو.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.24 دولار أو 1.4% إلى 89.65 دولارا للبرميل عند التسوية، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.03 دولار أو 1.2% إلى 86.66 دولارا للبرميل.
وقالت الحكومة والمعارضة الفنزويلية إنهما ستستأنفان مفاوضات سياسية هذا الأسبوع بعد توقفها لنحو عام، بينما قالت مصادر إن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق أولي لتخفيف العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي مقابل إجراء انتخابات رئاسية تنافسية تخضع للمراقبة في الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية العام المقبل.
وقال وليام جاكسون كبير خبراء الأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونوميكس: "سيساعد الاتفاق الذي أوردته تقارير... على رفع إنتاج البلاد من النفط من مستويات منخفضة جدا".
وأضاف: "لكن القطاع يتطلب استثمارات هائلة لإعادة الإنتاج إلى مستويات ما قبل 10 سنوات... هذا لن يؤثر بشكل ملموس على العجز في سوق النفط العالمية على المدى القريب".
وصعد الخامان بنحو 6% يوم الجمعة، في أكبر ارتفاع يومي من حيث النسبة المئوية منذ إبريل/نيسان، مع أخذ المستثمرين في الاعتبار إمكان اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
وخلال الأسبوع، حقق برنت مكاسب قياسية وارتفع 7.5%، في أكبر صعود أسبوعي له منذ فبراير/شباط، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط 5.9%.
وقال جون كيلدوف الشريك في شركة أجين كابيتال: "حتى اليوم الاثنين، لا يزال احتواء تأثير الصراع في الشرق الأوسط على إمدادات النفط الخام ناجحا".