فيما بدا أنه محاولة لتعويض خسائر ضخمة شهدها شهر أغسطس، وقبل أيام قليلة من نهايته، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، ليشهد مؤشر إس أند بي 500 أفضل أيامه فيما يقرب من ثلاثة أشهر، وليضيف مؤشر ناسداك نسبة 1.74% لقيمته.
وخلال تعاملات ثاني أيام الأسبوع، وبالتزامن مع إلغاء محكمة الاستئناف بواشنطن العاصمة قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الرافض لإطلاق صندوق استثمار قابل للتداول لعملة بيتكوين، قفزت أسواق الأسهم الأميركية، بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا، التي تمثل النسبة الكبرى من مكونات مؤشر ناسداك.
وفي أفضل أيامه منذ الثاني من يونيو/ حزيران، ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.45%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز بالارتفاع بنسبة 0.85%، مثلت 292 نقطة.
وقادت إنفيديا، شركة تصميم أشباه الموصلات الكبرى في العالم، موجة ارتفاع أسهم التكنولوجيا بزيادة تجاوزت 4%، فارتفعت أسهم منصة ميتا، وتسلا، وأبل، ومايكروسوفت جميعها خلال اليوم، حيث استفاد القطاع بأكمله من انخفاض عائد السندات، في أعقاب بيانات اقتصادية جديدة أظهرت تباطؤ سوق العمل الأميركية.
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي الصادرة يوم الثلاثاء أن عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة انخفض في يوليو/ تموز بأكثر من المتوقع، إلى أدنى مستوى له في أكثر من عامين، فيما اعتبر إشارة على التحرك نحو استعادة التوازن في سوق العمل، الذي يراه جيروم باول، رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، ضرورياً للقضاء على التضخم المرتفع في البلاد.
وبعد أن مهد حكم المحكمة الطريق أمام إطلاق أول صندوق متداول في البورصة للعملة المشفرة الأشهر بالسوق الأميركية، ارتفع سعر بيتكوين يوم الثلاثاء، متجاوزاً 28 ألف دولار للوحدة الواحدة، لأول مرة منذ ما يقرب من أسبوعين.
وألغت اللجنة، المكونة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف، قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات برفض إعطاء إذن لشركة "غراي سكيل إنفيسمنت" بإطلاق صندوق استثمار متداول يركز على العملة المشفرة الأشهر، مشيرة إلى أن الهيئة التنظيمية فشلت في توضيح سبب رفض الطلب بشكل كافٍ.
وفي أوروبا، أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات يوم الثلاثاء عند أعلى مستوى لها في أسبوعين، مدعومة بارتفاع أسهم شركات التعدين بفضل ارتفاع أسعار المعادن وأسهم مجموعة إن.إن، أكبر شركة تأمين في هولندا، مع تحسن وضعها المالي، في حين تفوق أداء الأسهم البريطانية على باقي الأسهم الأوروبية.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية مرتفعاً 1%، وسط مكاسب واسعة النطاق، مسجلاً أفضل أداء له ليومين متتالين خلال أكثر من شهر.
وقالت "رويترز" إن أسهم شركات التعدين الأوروبية ارتفعت 2.1%، ولامست أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع خلال تعاملات الثلاثاء.
وارتفع سهما بنك إتش.إس.بي.سي، أكبر بنك في أوروبا، وشركة التأمين برودنشال، التي لديها أعمال في الصين، 1.3% و4% على الترتيب، فيما زاد سهم باركليز 4.2%، كما ارتفع قطاع السلع الفاخرة 1.3% ليغلق عند أعلى مستوى له في أسبوعين.
وارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 1.7% إلى أعلى مستوى له في أسبوعين بعد عطلة الاثنين.
وقفز سهم مجموعة إن.إن الهولندية لخدمات التأمين 10.2%، ليحقق أعلى مكاسب على المؤشر الأوروبي، بعد تحسن وضعها المالي في النصف الأول من العام الحالي.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل يوم الثلاثاء مع تراجع العملة الأميركية، بينما ترقب المستثمرون التأثير المحتمل على إمدادات الطاقة والطلب بسبب إعصار إداليا، المتوقع أن يضرب ولاية فلوريدا هذا الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.07 دولار، أو 1.3%، لتسجل 85.49 دولاراً للبرميل عند التسوية، في حين صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.06 دولار، أو 1.3%، إلى 81.86 دولاراً للبرميل عند التسوية.
وانخفض مؤشر الدولار بعد صدور بيانات فرص العمل في الولايات المتحدة. وقال خبراء إن ضعف سوق العمل قد يشجع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.
ويؤدي ضعف الدولار إلى جعل النفط المقوم بالعملة الأميركية أقل كلفة للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب.
وقال المركز الوطني للأعاصير ومقره ميامي إن إعصار إداليا من المتوقع أن تشتد قوته ليتحول لإعصار من الفئة الثالثة مع هبوب رياح تصل سرعتها القصوى إلى 179 كيلومتراً في الساعة على الأقل، قبل أن يصل إلى شاطئ ساحل خليج فلوريدا في الساعات الأولى من يوم الأربعاء.
وقال روبرت ياوجر المحلل في (ميزوهو) إن العاصفة ستؤثر على الأرجح على أنظمة توزيع الوقود واستهلاكه في المناطق المتضررة قبيل عطلة عيد العمال الاتحادية في الرابع من سبتمبر/ أيلول.
وتستبعد التوقعات أن يضرب هذا الطقس السيئ منصات إنتاج النفط الرئيسية في خليج المكسيك الأميركي. لكن شركة النفط الكبرى "شيفرون" أجلت بعض موظفيها من ثلاث منصات في المنطقة.