أظهرت بيانات أسعار المستهلكين الأميركيين، يوم الأربعاء، تراجع التضخم لأدنى مستوياته في عامين، فانتعشت الأسهم الأميركية وسجلت أعلى مستوياتها منذ إبريل/نيسان من العام الماضي، بعدما تراجعت احتمالات تمسك بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بسياساته النقدية المتشددة لفترات مطولة.
وخلال تعاملات الأربعاء ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.74%، وأضاف مؤشر ناسداك، الأكثر تأثراً بتحركات سعر الفائدة، 1.15% لقيمته، بعدما أظهرت البيانات الصادرة بواشنطن تباطؤ ارتفاع الأسعار بأميركا في يونيو/ حزيران الماضي. ووصل المؤشران لأعلى مستوياتهما في 15 شهراً، بينما اكتفى مؤشر داو جونز بالارتفاع بنسبة 0.25%، في ثالث يوم ارتفاع له على التوالي.
وقال مكتب إحصاءات العمل، الأربعاء، إن مؤشر أسعار المستهلكين، أحد أهم مقاييس التضخم بأميركا، ارتفع بنسبة 3% فقط خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو أقل معدل زيادة له منذ شهر مارس/آذار 2021، ليكون المؤشر في أقرب حالاته من معدل التضخم المستهدف في البلاد، والمقدر بـ2%.
وفي حين لم تستبعد أسواق العقود المستقبلية والعقود الآجلة فرصة رفع الفائدة في اجتماعات البنك الفيدرالي هذا الشهر، شرعت الأسواق في تسعير يقصر رفع الفائدة على الاجتماع القادم فقط، بعد أن كانت التوقعات تؤكد وجود رفعين، بإجمالي قيمة 0.5%، قبل نهاية العام.
ويتطلع المستثمرون لبيانات أسعار المنتجين، الجزء المكمل للبيانات الصادرة الأربعاء، والمتوقع صدورها اليوم الخميس، في محاولة لاستشراف تحركات البنك المركزي الأكبر في العالم خلال الأشهر القادمة.
وفي أوروبا، قفزت الأسهم الأوروبية بعدما عزز تراجع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي الآمال في اقتراب دورة رفع الفائدة الحالية من نهايتها. وقادت أسهم شركات التكنولوجيا والتعدين المكاسب.
وبنهاية تعاملات الأربعاء، كان مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية مرتفعاً 1.5%، ليواصل تحقيق المكاسب لليوم الرابع على التوالي.
وارتفعت أسهم "فيرجن موني" البريطانية 11.5%، بينما زادت أسهم بنوك "لويدز" و"باركليز" و"إتش.إس.بي.سي" بنحو 3%، بعدما قال بنك إنكلترا (المركزي) إن أكبر ثمانية بنوك في بريطانيا لا تعاني من أي مشكلات في رأس المال.
وساهمت مكاسب البنوك في ارتفاع موشر فوتسي 100 في بريطانيا 1.8%، ليتصدر المكاسب بين أقرانه في أوروبا، ويدفع مؤشر البنوك الأوروبية إلى الصعود 1.9%، وفقاً لبيانات وكالة رويترز.
وكان مؤشر شركات التعدين أكبر الرابحين بين المؤشرات الفرعية، مضيفاً 3.8% لقيمته، مع صعود أسعار المعادن بسبب تراجع الدولار.
وانتعش مؤشر شركات التكنولوجيا بفضل مكاسب شركات أشباه الموصلات التي تراوح الارتفاع في قيمتها ما بين 4% و6.5%.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط الأربعاء، ليتجاوز سعر خام برنت 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ مايو/أيار بعدما عززت بيانات التضخم في أميركا إمكانية القضاء على ارتفاع الأسعار، دون دخول الاقتصاد في ركود يعصف بالطلب على النفط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 71 سنتا، أو 0.9%، إلى 80.11 دولارا للبرميل عند التسوية، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 92 سنتا، أو 1.2%، وصولاً إلى 75.75 دولارا للبرميل، عند التسوية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع إنه من المنتظر أن تشهد سوق النفط شحا في المعروض خلال النصف الثاني من 2023، وعزت ذلك لقوة الطلب من الصين والدول النامية، إلى جانب تخفيضات الإمدادات التي أعلنتها السعودية وروسيا ودول أخرى في الفترة الماضية.
وتعهدت السعودية في الأسبوع الماضي بتمديد خفض الإنتاج بواقع مليون برميل في أغسطس/آب، بينما ستقلص روسيا الصادرات بواقع 500 ألف برميل يوميا.