في بداية متقلبة لتعاملات الربع الأخير من العام، خسر مؤشر داو جونز الصناعي 74 نقطة، وأنهى مؤشر إس أند بي 500 تعاملات اليوم بالقرب من نقطة البداية، وإن كان في المنطقة الخضراء، وارتفع مؤشر ناسداك، بينما سجلت الأسهم الأوروبية أدنى مستوياتها في ستة أشهر.
ورغم البداية القوية لتعاملات أول أيام الأسبوع والشهر والربع، على خلفية تجنب إغلاق الحكومة قبل دقائق من اللحظة الحاسمة مساء السبت، سيطر اللون الأحمر على شاشات التداول، ليفقد مؤشر داو جونز 0.22% من قيمته عند بداية التعاملات، ويمحو مؤشر إس أند بي 500 مكاسب الدقائق الأولى.
ورغم غموض الرؤية في ما يخص توقعات تحرك سعر الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام، احتفظ مؤشر ناسداك ببعض مكاسبه، لينهي اليوم مرتفعاً بثلثي النقطة المئوية، بينما تراجع مؤشر روسيل 2000 للشركات الصغيرة بنسبة 1.6%، كانت كفيلة بنقله إلى المنطقة الحمراء، للمرة الأولى، على مؤشر مكاسبه في 2024.
وأصدر مجلس الشيوخ قرارًا قبل انتصاف ليل الأحد، وقع عليه الرئيس جو بايدن ليصبح قانونًا، ما سمح بتجنب إغلاق الحكومة حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وهي الفترة التي ستتم خلالها مناقشة مقترحات جديدة، لوضع اللمسات النهائية لتشريع التمويل اللازم للحكومة الأميركية.
وتاريخيًا، لم تكترث أسواق الأسهم بإغلاقات الحكومة، وفقًا لما قاله كيفن جوردون، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك الاستثمار "تشارلز شواب"، الذي أكد الاستقرار النسبي لمؤشر إس أند بي 500 الأشمل، خلال فترات الإغلاق السابقة.
وفي أوروبا، استهلت الأسهم تعاملات الربع الأخير من العام بانخفاض، بعدما ضغط عليها ارتفاع عوائد السندات، بالتزامن مع ظهور بيانات تؤكد استمرار تراجع نشاط المصانع في منطقة اليورو بشكل حاد وواسع النطاق.
وتخلى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية عن مكاسبه المبكرة، لينخفض 1%، أمس الاثنين، مسجلا أدنى مستوى يومي له منذ نهاية مارس/آذار.
وارتفع عائد السندات الحكومية الألمانية القياسية لمنطقة اليورو لأجل 10 سنوات إلى 2.922%، في طريقه لتجاوز أعلى مستوى له منذ 12 عاما، والذي سجله الأسبوع الماضي.
وقال كريج إيرلام، كبير محللي السوق لدى أواندا، لـ"رويترز": "يرتبط انخفاض مؤشر ستوكس ارتباطا وثيقا بما نشهده في أسواق السندات خلال هذه المرحلة. ما زلنا نرى ارتفاع العائدات، وربما يثير ذلك قلق بعض المستثمرين".
وتراجعت جميع المؤشرات الأوروبية، ومنها المؤشر داكس الألماني الذي انخفض 0.9%.
وهوى سهم مزود قسائم الشراء والبطاقات المدفوعة مقدما "إدينريد" 11%، بعد تصريحات لوزير فرنسي حول فرض محتمل لحد أقصى للعمولات على قسائم شراء الوجبات في فرنسا. كما خسر سهم منافسها "سوديكسو" 3.3%.
وسجل مؤشر ستوكس 600 أول انخفاض فصلي له هذا العام، يوم الجمعة، متأثرا بمخاوف متعلقة بالاقتصاد الصيني المتعثر، كما بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات أطول مما كانت التوقعات قبل فترة.
وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط ما يقرب من 2%، أمس الاثنين، لتسجل أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، مع انقضاء أجل عقود برنت مرتفع السعر، وارتفاع الدولار الأميركي، بالتزامن مع جني المتعاملين للأرباح، وسط مخاوف متعلقة بزيادة إمدادات الخام وتراجع الطلب جراء ارتفاع أسعار الفائدة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت لشهر ديسمبر/كانون الأول عند التسوية 1.49 دولار، أو ما يعادل 1.6%، إلى 90.71 دولارا للبرميل، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 5% عن مستواها عند انقضاء أجل العقد يوم الجمعة، وفقاً لما ذكرته "رويترز".
كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.97 دولار أو 2.2%، إلى 88.82 دولارا للبرميل.
وقال محللون إن بعض المتعاملين أقبلوا على جني الأرباح بعدما ارتفعت أسعار النفط الخام بنحو 30%، وصولاً إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر، خلال الربع المنتهي.
أيضاً ارتفع الدولار الأميركي، أمس، مقابل سلة من العملات الأخرى، إلى أعلى مستوى في 10 أشهر، بعدما تجنبت الحكومة الأميركية الإغلاق الجزئي، وعززت بيانات اقتصادية احتمالات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات أطول من التوقعات السابقة.